
بنشاب : ضرب الفساد اليوم وجهه القبيح بقوة، حين سقطت حجرة دراسية فوق رؤوس تلاميذ صغار ومعلمتهم في مدينة بوتلميت.
هذا الفصل المنهار لم يكن مبنًى مهملاً منذ عقود، بل كان ـ قبل أقل من عام ـ جزءاً من “حصيلة الإنجازات” التي تباهى بها النظام في الإعلام الرسمي.
ما حدث ليس حادثاً عابراً… إنه إعلان واضح عن حجم الخراب الناتج عن الصفقات المشبوهة، والغش في مواد البناء، وغياب الرقابة، وتسيير المال العام بمنطق الغنيمة.
قبل أيام فقط، انفجرت فضيحة شراء الأجهزة الطبية،التي كلفت 8 ملايين يورو من ميزانية الدولة . وتولي وزير الدفاع وقائد أركان الجيوش توقيع الصفقتين المشؤومتين ، وقبلها اختفى ملف 410 مليار من أموال الشعب بلا حساب ولا عقاب .من عدة قطاعات وزارة.
ولم ننسَ بعد فضيحة خمسين ملياراً من “مسرحية عصرنة نواكشوط”،وهي مسرحية هزيلة من بطولة ول انجاي . التي ابتلعت المليارات ولم تترك أثراً.
ويزداد المشهد قتامة حين نتذكر أن غداً يصادف اليوم الدولي لمكافحة الفساد؛ يوم تستقبله دول العالم بإجراءات ملموسة، وتشريعات صارمة، ونظم رقابية تتطور باستمرار…
أما نحن فنستقبله بموجات فساد جديدة، مبتكرة، لا تخطر على بال، وكأن الفساد في هذا البلد يسبق الأيام الدولية بخطوة، ويحتفل بها بطريقته الخاصة!
يتوسع الفساد… يتمدد… ويتغوّل، بينما يدفع المواطن ثمنه:
يدفعه بصحته، بتعليم أبنائه، بكرامته، وبأمنه داخل فصل دراسي يُفترض أن يكون أكثر الأماكن أماناً.
سقوط الفصل في بوتلميت ليس مجرد انهيار جدران… إنه انهيار ثقة، وانهيار نظام ، يتسامح مع الفساد ويحمي المفسدين أكثر مما يهتم بحياة أطفالنا ،والسؤال المطروح كيف سنحتفل غذا باليوم العالمي لمحاربة الفساد .؟!
موقع الإتحاد
