لمن تقال *تبا لكم*...

ثلاثاء, 18/11/2025 - 13:29

بنشاب : تبا لكم 
تقال للمخاطب وللمخاطبين بالإفراد والجمع في الجار والمجرور، ولا إشكال في وجه إعرابها، من كون "تبا" مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره "تبَّ" في الملموس بمعنى القطع وفي المحسوس بمعنى الخسران والهلاك، واللام حرف جر بمعنى التبيين أوالإلصاق، والجار والمجرور، متعلقان بالفعل المحذوف على الأرجح، أو متعلقان بالمصدر، أو أنها شبه جملة في محل نصب مفعول للفعل المحذوف.
ومعنى العبارة، أنها دعاء بالخسران والهلاك، وقد قالها من قبل رئيس حزب "تواصل" شيخ الكفر والضلال، عبد العزى بن عبد المطلب المكنى بأبي لهب، لخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، وردا عليه، نزلت سورة (المسد): [تبت يدا أبي لهب وتب].
ولئن كانت العبارة تأتي للدعاء بالخسران والهلاك، فهي أيضا تأتي للزجر والتنبيه، وتلك من مقاصد رئيس حزب "تواصل" لإهمال المدونين وتكاسلهم لما لوحظ من وهن وملل:تبا للكسول.
كما أن العبارة تأتي أيضا للإعجاب، وهذا هو الأهم في سياق عبارة الأخ الرئيس، إذ يستطرها بالمعنى المعاكس، لأنها بطبيعة فهمها "نواس عكوس" يحتمل نفس الدور لنقطتين مختلفتين، كاحتمال معنيين مختلفين لنفس العبارة في صيغة الإجمال كما بينها العلامة الجكني محمد الأمين ولد محمد المختار (آبه ولد أخطور)، إذ تتضمن مدحا بما يشبه الذم أو ذما بما يشبه المدح، فتقول لمن أعجبك خطابه: تبا لك ما أخطبك! ... وهذا تعبير دارج في العامية، فنقول في مصر: يخرب بيتك أو يخرب عقلك للإعجاب، كما نقول في بلدنا: "يكلع بوك مفكرشك"، أو "بيك وبيو مشمرك" ... وقد صار يقال  في الإعجاب بالرقص أو الغناء: "مرّْ" ... ولعل هذا ما عناه رئيس حزب "تواصل"، لأنه بكل تأكيد، لم يغرد خارج السرب ولن يغرد، إذا استثنينا الكلام الاستهلاكي في التراكيب الإنشائية على غرار الرئيس السابق جميل منصور، أو مرشد الجماعة أو حتى رمز النظام الذي يكتم انتماءه للحركة، هذا يؤكده التاريخ والأيام بيننا.