اختبار معادن الرجال عند حدود النزاهة لا عند حدود الإدعاء

اثنين, 17/11/2025 - 12:20

بنشاب : عجبًا لمن يكسو روايته أثوابَ المظلوميّة، ثم يطرح على الناس ظلالًا يعلم في قرارة نفسه أنها ليست من نور الحقيقة في شيء!
وكيف يجرؤ الولي الخليفة على تصوير ماضٍ ثقيلٍ كأنّه وسام رُفِع على صدره، وهو يدرك أن الأيّام لا تمنح الكرامة لمن نازعها حقَّ الأمة وسعى في غير سبيلها؟
فالمرء إن حمل ما أثقل كاهله، لا ينبغي له أن يزعم أنّ الحمل كان شهادة فضل، وإنما كان صدى أفعالٍ جرى عليها ما يجري على كل تجاوز حين تهبُّ عليه رياحُ الحساب.

أما الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فقد وقف في وجه المفسدة وقفةَ من لا يبيع ضميره، ولا يوارب في مسلكه، ولا يلين أمام من لامس المال العام بغير حق.
رجلٌ إذا نطق، سكتت المتاريسُ من هيبته، وإذا حكم، ارتجفت أيدي العابثين خشية أن تنكشف سوآتهم تحت ضوء المساءلة.
أقام صرحًا تُهابُ فيه الخيانة، لا تُكرَّم، وتُستنكر فيه يد الامتداد إلى مال الشعب، لا يُتغاضى عنها.

فمن وجد في تلك المرحلة ضيقًا، فهو أدرى بما حملت يداه، ومن رأى القيود آنذاك ثقيلةً، فهو أعلم لماذا اشتدّ عليه وطؤها.
إذ ليست المحاكمات مفاخر، ولا المساءلات شارات فخر، إلا في عين من قلب المقاييس ولبس الحق بالباطل.

وإنّ ادّعاء الشرف لا يصنع شريفًا، كما أنّ السحابة لا تُغني قفرًا إذا لم تحمل مطرًا.
فالرجال تُختبر معادنهم عند حدود النزاهة، لا عند حدود الادعاء.