
بنشاب : لقد كان للمسيرة التنموية في ربوع موريتانيا أفق لم يسبق له أن انفتح إلا حين اجتمعت إرادةُ قائدٍ شهم، بطلُ زمانه، ليحوّل الصحراء إلى مدائن الحياة والخصب، ويجعل من القرى المترامية أمكنة للنهضة والازدهار.
في كرمسين، حيث قناة آفطوط تسقي الحقول، وميناء انجاكو يفتح للخير أبوابه، كان للكهرباء طريقٌ يمتد بين الحقول والقرى، وطريق اعويفه يربط المدى بالقريب، آلاف الهكتارات استُصلحت، مشاريع زراعية كبرى صدرت خيراتها إلى أوروبا، ومدارس ومستشفيات صارت منارات للعلم والصحة، كل ذلك بفضل رؤية بطلٍ شهم، لم يترك زاويةً إلا أضاءها، ولم يترك أرضًا إلا ونَفَس فيها الحياة.
وفي الشامى، المدينة التي شُيّدت من الصفر، مزوّدة بالماء والكهرباء والاتصال، صارت قبلة وطنية للتعدين التقليدي، مناطق التعدين مجهزة بالكامل تدر دخلاً على الخزينة، وطريق نوامغار يربطها بالآفاق، وميناء تانيت يقيم جسور التجارة، والشركات العملاقة تُفتح أمامها أبواب الاستثمار، بفضل رؤية بطلٍ شهم، لا يكلّ عن بذل الجهد ورفع شأن الوطن، حتى صار المكان نفسه ينبض بالخير والرزق.
أما باركيول، فتلك الغايرة على تاريخها، فقد شهدت طريقها مشاريع آفطوط الشرقية، كهربة المنطقة، وتجمع بورات الذي احتضن المدارس والمستوصفات والمساجد، مشاريع مدرة للدخل، ومعونات نقدية وصلت آلاف الأسر، كل ذلك بأيدٍ حانية وبصيرة قائدٍ شهم، بطلٍ لا يغيب أثره عن قلب الأرض ولا عن ذاكرة الإنسان.
وأنبيكت لحواش، المدينة المولودة من الصفر، مشروع اظهر يمدها بالكهرباء، مشاريع زراعة العلف وتحسين النوعية الحيوانية تزرع الحياة، المستوصفات والمدارس والمساجد ترفع شأن الإنسان، المدينة تتحول إلى مركز تجاري، ومنطقة عسكرية تراقب آلاف الكيلومترات من الحدود، كل ذلك برؤية بطلٍ شهم، صنع من العدم حضارة، ومن الخيال حقيقة، ومن الإرادة قوة لا تُقهر.
إنها قصة الفطاحلة، حيث العزم يلتقي بالزمان والمكان، وتشرق على موريتانيا شمسُ قائدٍ شهم، بطلٌ، جعل من الصحراء أرضًا مزدهرة، ومن المدن علاماتٍ على التقدم، ومن القرى شعاعًا من نور، يقرأها الفطاحل ويستمتع بها المتأملون، فهي شهادة على قدرة الرجل الشهم، البطل، على تحويل الرؤية إلى واقع، وعلى إشعال فتيل النهضة في كل زاوية من الوطن.

