اليوم المرتقب 4 نوفمبر غدًا... فصل العدالة ومقام الشهم البطل محمد ولد عبد العزيز

ثلاثاء, 04/11/2025 - 10:37

بنشاب : غدًا، الرابع من نوفمبر، ليس يومًا عابرًا في تقويم الزمن، بل يومٌ تنتفض فيه السطور لتُعيد للحق نَفَسه، وللشرف هيبته، وللتاريخ كلمته التي لم تكتمل بعد. غدًا موعدٌ بين رجلٍ  ، وبين محكمةٍ عليا ستختبر نزاهة التاريخ قبل أن تختبر المتهم. غدًا ينهض الوطن من سكونه، مُحدّقًا في وجه الحقيقة.          

منذ أن وُلدت المواقف، وُلد معها رجال لا تهزّهم العواصف، ولا تكسِرهم رياح التزييف. ومحمد ولد عبد العزيز، ذاك الذي نُقشت على جبينه معالم القيادة، لم يكن يومًا من أولئك الذين يبيعون المبدأ بثمنٍ بخسٍ من رضا العابثين.
غدًا، حين تنعقد المحكمة العليا، ستسري في القاعات أنفاس العدالة، وستتراقص الحروف بين دفاتر القضاة: أهو الامتحان الأخير لرجلٍ اختبرته السنون، أم هو الميدان الذي سيُثبت فيه أن الكرامة لا تُدان؟

لقد حاولت الأقلام المأجورة أن تطفئ وهج الحقيقة، لكنها نسيت أن النور لا يُطفأ بالحبر الأسود. حاولت الألسنة المشوهة أن تلوّث السيرة، لكنها عجزت أن تنال من رجلٍ طهّر اسمه العمل، وصقله التاريخ.
إن المحكمة العليا غدًا ليست قاعةً من جدرانٍ وبنود، بل ميزانٌ يُوزن فيه الوفاء للوطن، والمروءة في الشدة، والثبات حين تميل الموازين.

 ما خابَ من جعلَ الصدقَ نهجًا لهُ ولا ضاعَ من صانَ عرضَ الدِّيارْ
إذا ما دجا الليلُ واشتدَّ الظَّلا يُضيءُ الثّباتُ دروبَ الأحرارْ

غدًا سيعلم الذين في قلوبهم مرضٌ أنَّ الحقيقة كالنسر، قد تُحاصر لحظة، لكنها لا تُؤسَر أبدًا. وسيعلم الذين زيّن لهم الغرورُ أنَّ المجد لا يُمنح صدفة، بل يُصنع عرقًا ودمًا وتاريخًا من مواقف الرجال.
محمد ولد عبد العزيز، هو الميثاقُ الذي لم يُنقض، والظلُّ الذي لم يزُغ، والمبدأ الذي بقي واقفًا يومَ انحنى كثيرون.

 تُنصتُ الأجيالُ غدًا، حينَ يقولُ القضاءُ كلمتهُ،
وتُسجّلُ المحكمةُ العليا موقفًا لا يُنسى: أنَّ المروءةَ لا تُحاكم،
وأنَّ الرجالَ الذين صنعوا الأوطان، لا تُكسرُ قاماتُهم وإن حاصرهم الدُّخان.

 الدعاء 

اللهم يا ديّان السماوات والأرض، يا من لا تَخيبُ عند بابِه الرجاء، نسألك في هذا اليوم المرتقب، الرابع من نوفمبر، أن تحفظ عبدك محمد ولد عبد العزيز الشهم البطل، وأن تكسوه بثوب العافية والعزّ، وأن تُظهر براءته ظهور الشمس في رابعة النهار.
اللهم اجعل له من بعد الضيق فرجًا، ومن بعد الظلم نصرًا، ومن بعد المحنة علوًّا وكرامة. اللهم كن له وليًّا ونصيرًا، وأعد له مجده كما يعود المطرُ إلى الغيم بعد طول الجفاف.

 سيُكتبُ غدًا في سفرِ الأيام:
أنَّ الرابعَ من نوفمبر لم يكن فصلَ محاكمةٍ، بل فصلَ نُهوضٍ جديدٍ لرجلٍ أبى أن ينكسر،
وأنَّ محمد ولد عبد العزيز الشهم البطل، خرج من صمتِ المرافعات كما يخرجُ الفجرُ من رحمِ الليل،
نقيًّا، واثقًا، وعزيزًا كما كان، لا يزيده الزمن إلا بريقًا وخلودًا.