أطعموا المعلمين قبل أن يتآكل الوطن...

أربعاء, 08/10/2025 - 18:33
شكرا رسول العلم

بنشاب : رسول العلم..  شكراً

يا مَنْ سَطَعَ نورُهُ في عقولِنا..

وتربَّع على عَرْشِ قلوبِنــــــــــــا

يا مَنْ رَسَمَتْ يداهُ مَلامحَنَـا..

ووضعَ على دَرْبِ الهُدَى جوارِحَنَا

يا مُعلِّمَنا ما قَدَرْنَاكَ حقَّ قَدْرِك..

فَسَامِحْنَـــــــــــــا. 

مع قناعتنا أنّ المعلم أكبر من أن يكون له يوم في السّنة إلّا أننا نودّ التذكير باليوم العالمي للمعلم الذي غدا مناســــــبة عالمية توافقت أغلب دول العالم على الاحتفال به في يوم 05 أكتوبر، من كل عام .

أجل.. مر 05  من أكتوبر هادئا دون أن تسقط السماء على الأرض اليوم العالمي للمعلم، ذلك الإنسان الذي كان يحترق غالبا لتضيئ مجرة الدنيا بالعلماء والمبدعين.

مر اليوم بكثير من الذكريات عن ذلك الإنسان الأسطوري الذي صنع الله على يده الحياة، وتوزعت المعارف، ولم يقطع تلك الذكريات الوادعة، غير تدوينة لفخامة رئيس الجمهورية تهنئ المدرسين وتشيد بهم.

للمعلم في موريتانيا تاريخ مجيد، منذ إعلان أول دفعة موريتانية من المعلمين العلماء سنة 1955، نذكر منهم:

الشيباني ولد محمد أحمد

الدنبجة ولد معاوية

الطيب ولد بلال

موسى ولد سيدي الشيخ

محمد ولد حبيني

عبد الله بن الشيخ المحفوظ ولد بيه

ورغم أن بعض هؤلاء انتقل إلى وظائف أخرى كالإعلام والقضاء وغيرها، فإنهم كانوا نموذجا للقمة العلمية التي كان ينتمي إليها المعلمون، وظل الأمر كذلك لعقدين أو ثلاثة، قبل أن تبدأ الدولة الموريتانية مسار السقوط الحر المدوي في كل ما يتعلق بالتعليم.

لقد تحول المعلم إلى معذب في الأرض مكلف بفضاء الله يذرعه بين المفاوز والقرى مدفوعا بالأبواب في انتظار راتب هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع.

وقد انعكس هذا الأمر على مستويات التلاميذ، ومخرجات التعليم، فكما يقال إن البطون الجائعة لا تفكر.

حصلت تحولات كبيرة في قطاع التعليم، سواء في نوعية الاكتتاب، التي نقلت إلى القطاع عددا ممن لا يمكنه علميا أداء مهمته، ثم تقطعت أوصاله بالمؤسسات الوهمية.

وتم إفراغ مؤسسات التكوين من مصداقيتها، وحشرت بمقدمات العطل، والباحثات عن التفريغ، وغيرها مما أثقل التعليم، وسلبه مصداقيته.

صحيح أنه حصلت تحولات مهمة في نوعية التكوين الموجه للمعلمين منذ سنوات قليلة، لكن تكوين من؟

إن التعليم اليوم يعتمد على مخرجات إصلاحات هي أقرب إلى الإفساد، ومن أجيال تلقت تعليما ضعيفا للغاية، وفتحت عيونها على عالم مادي، ودولة يعشش فيها الفساد، وتسابق نحو الثراء، واحتقار للمعرفة، وفرص متاحة للثراء عبر الصراخ والزفن، وأكل مال الناس بالباطل.

وفي المقابل تقدم الحكومات المتعاقبة عروضا هزيلة، كأنها  تستقطب الفاشل ليكون مدرسا وعقدويا، فمن سيقبل ب 7 آلاف أوقية جديدة مقابل مغادرة البيت والتطواف في البئات القاسية الصعبة.

إن يوم المعلم يأتي ليعلن حسرات مجتمع لم يعد للعلم فيه تقدير، وأصبح القليل من المعرفة المجانية في الأصل يتطلب كثيرا جدا من المال.

إن المعلم الذي أنتجه نظام تعليمي هزيل، وتلقى تكوينا أوليا هزيلا، واستلم راتبا هزيلا، من المنطقي أن يقدم خدمات تعليمية بالغة الضعف..

ورغم كل ذلك، فهل يمكن للإصلاح أن يتحقق، بلى..  إن كل إصلاح متى توفرت له النية الصادقة، والعمل الجاد، والوسائل المطلوبة، والصرامة المتوقعة، سيحقق نتائجه، ولكن متى سنسلك هذه الطريق..  ذلك هو سؤال الأمة الكبير الذي لا يجد جوابا..

موقع الفكر