
بنشاب : لاشك أن الذين يواصلون مدح فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني بالانفتاح على الرأي الآخر و عدم انتهاج سياسة الشد و الجذب و الابتعاد عن تكريس محاولة كسر العظم، إنما يبطنون له السوء و يتقصدون مدحه بعكس ما تثبت سياسته، و يسير به نظامه.
كيف يقيسون درجة انفتاحه على الرأي الآخر في ظل ابتلاع نظامه لكل الطيف السياسي و حجز الأصوات في زجاجة زيف الاجماع الوطني، فلا نرى إلا صورهم وقد أجلس كل منهم على كرسي مثبت عليه بمصالحه الشخصية، كمحكوم عليه بالاعدام حقنا، أخذ للتو أولى حقنه المخدرة، يبحلقون في الواقع، يقلبون أكمام ثيابهم في خلفيات خطابات الرئيس وأنشطة حكومته وحزبه بصمت مطبق وحزن عميق، يلوحون للتيه، وكأنهم قرروا الاستسلام و التطوع بالظهور بدور الرهائن لدى النظام..رهائن لضمان الصمت وهز الرؤوس بموافقة الرجل على كل سياساته.
أما من يمدحونه بحرصه على عدم كسر عظم من يخالفونه فلا بد أنهم ينكتون عليه للتسلي، أو يبطنون له العداء و يوقدون _بخبث_ ضده حرائق غضب المخالفين لاستفزازهم و استثارة بأسهم.
كيف ينفون عنه تلك الصفة وهو يحاول منذ جلس على كرسي الحكم كسر عظم صديقه و سلفه الذي أمضى رفقته عقودا من الزمن كان خلالها ذراعه الأيمن و صديقه المقرب؟! الرجل الذي سلمه السلطة في ظهيرة حكمه وخريف المطالبين له بمأمورية ثالثة، ورغم كل ذلك لم يستطع ولد الغزواني تجاوز إبداء ولي نعمته لرأيه المخالف و لم يغامر بتركه يمارس السياسة في بلده، فسجنه و حرك ضده كل خيوط التضييق من أجل خنق رأيه في حلقومه، لما ظلت حينها المفاوضات تترى طوال تلك الفترة:
"لتسوية الملف وإرجاع أموالك وأملاكك عليك بالصمت و مغادرة البلد أو الابتعاد عن الإعلام و التخلي عن ممارسة السياسة!! "
وكلما صمد الرئيس السابق كانت الطعنات تأخذ عمقا أكثر على كل المستويات من سجن و مصادرة للممتلكات و للحريات و وحرمان من الشمس و العلاج، و مداهمة معتقله بالكلاب و المسلحين والعبث بمقتنياته، كان آخرها الحكم عليه بالسجن 15 سنة نافذة!
فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني إن الذين يمدحونكم بهذه الصفات و هم يشاهدون طريقة قيادتكم وأسلوب تحكمكم في الآراء إما أغبياء لا يعول عليهم: يتركون ظهيرة الحقيقة المشمسة، يبحثون عن السراب في الشتاء البارد، أو يبطنون لكم الشر و السوء و يكذبون عليكم، فلتأمروا بإقامة حد الزندقة السياسية عليهم.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر
