
بنشاب :الحوار سنة محمودة ومرسأة المجتمعات من الإنزلاق صوب منحدرات الصراع, بل هو عملية ترميم لأسس الدولة "الديمقراطية والإقتصادية" وتقويم للإعوجاجات التي تحدث جراء التفرد بالسلطة احيانا, و احايين اخرى بسبب تنامي الظواهر السلبية, كالفساد وسوء الحوكمة وتعطيل المؤسسات
لكن مامن حوار يراد له النجاح إلا وله منطلقات ثابتة, وما من حوار يمكن أن يخرج الأمور من عنق الزجاجات, إلا إذا كان توافقيا وجميع أطرافه يمتلكون القدر الكافي من الجدية في تغليبه على ماسواه, وتهيئة الأرضيات له "كحوار" والإلتزام المطلق بمخرجاته.
#نقطة_راس_السطر
لقد اعتاد المنكب المبتلى على سماع صدى الحوارات, مثلما اعتاد على صخب "كرنفالاته الإنتخابية" لكنها جميعها, لم تكن سوى مناورة أحادية, من أنظمة بلغت حد التٱكل بغية تجاوز «مرحلة ما» باقل الأضرار.
في حين ان مبدأ الحوار إجتماعي بحت وتنموي صرفا, قبل ان يكون مكسبا تتلهف القوي السياسية لجني ثماره, على حساب الأزمات الخانقة المحيطة بالبلد.
ببساطة ما يحضر له النظام اليوم ليس حوارا وطنيا وإنما هو نسخة اخرى من "الميثاق الجمهوري" الذي ولد ميتا جراء إحتكاريته لمسؤولية تحمل مطبات هذا الكيان الهش.
يبدوا ذلك جليا في كيفية تعاطي النظام الغارق في وحل الأزمات مع «الأزمات نفسها» ومحاولته الهروب من الإعتراف بأسس التحاور اليوم الخارج عن تصاميم الداخلية
أسس يمكن تلخيصها في الإعتراف بقوة الطرف "المعارض واقعيا" المتمثل في قطب المعارضة المنافحة وحركة إيرا وتيار الرئيس السابق
بل إن أي حوار لا يضع نصب عينه طي ملف العشرية, وفرض مصالحة سياسية داخلية مع تلك القوى, ووضع خارطة محكمة لتحييد الفاسدين, ونقاش الإرث الإنساني من زاوية المصالحة الشاملة, وتحديد ملاح السلطة في «افق 2029» بعيدا عن المؤسسة العسكرية, وسطوة مجتمع «البيظان» على الدولة, سيبقى مجرد لقاءات ودية بين اغلبية حاكمة "افسدت البلاد" وظلال معارضة محكومة صمتت على ذات الفساد
مامن مجال للمناورة في هذا الظرف العصيب الذي يتهدد الوطن داخليا وخارجا, ويضع الباب امام إحتمالية الفتح الكلي حيث الإنفلاتات السياسية والأمنية التي لن تكون افضل الحلول
لقد كان حري برئيس الجمهورية وهو على مشارف الخروج من "سلطة بلد" ينخره الفساد والضياع, ان يعمل بجد دون مماكسة على تشكيل لجنة لوضع أسس حوار وطني قوي, بدل ارتهانه لأجندات ضيقة ومحاولته فرض واقع ضعيف جدا على نظامه وعلى الوطن, لن يحصد من وراءه إلا مزيدا من الإحتقان والتأزيم ما يضع البلاد اما منعرج لن تحمد عقباه لاقدر الله .
#نقلب_الصفحة
