ولد احمد عيشه ردا على السيد بيجل ولد عميد…

أحد, 09/02/2025 - 18:35

بنشاب :  في تدوينة له ردا على تصريح أخير للسياسي، بيجل ولد هميد، قال رئيس حزب نداء الوطن السياسي الموريتاني، داوود ولد أحمد عيشه، أن كل من يلبس الدراعة و يتكلم الحسانية و يستمع للتيدينيت يعتبر حسب رأيه «بيظاني» و ينتمي لهذا المجتمع.

و أضاف أن «الحرطاني» هي تسمية طبقية مثلها مثل "العربي و الزاوي و ايگيو و لمعلم و ازناگي...الخ" مؤكدا أن لكل من هذا الطبقات تسلق سلم السيادة الإجتماعية مستشهدا بمكانة بيجل ولد هميد و أسلافه في ولاية اترارزة. 

نص التدوينة كاملا:

ليس من طبيعتي الرد على ما ينشر في الفضاء الافتراضي ، و لم و لن أعتمد هذا الفضاء المجنون ساحة للنقاش ، خاصة إذا كان النقاش جديا . لكن الرئيس بيجل ولد هميد عندما يذكر إسمي في تدوينة ، يكون من المكابرة أن لا أعتبرها وساما يمكن الاعتزاز به ، نظرا لما للرجل من مكانة اجتماعية وسياسية يعترف بها الجميع . لذلك ، كان لا بد من  توضيح بعض الأمور :
البيظان بالنسبة لي مجتمع واحد .
والثقافة البيظانية هي المعيار الأهم للانتساب لهذا المجتمع ؛ أي أن كل من يتكلم الحسانية ويلبس الدراعة و يستمع إلى التيدينيت فهو بيظاني . و لهذا ، أعتبر ولد ابن المقداد و فريد و ولد يحيى انجاي من أهم رموز البيظان.
الحرطاني تسمية طبقية مثل العربي و الزاوي و ايكيو و لمعلم وازناكي…إلخ.. و لكل منهم الحق في تسلق سلم السيادة الاجتماعية . و الأمثلة أكثر من أن تحصي . و ليس هناك أدل على ذلك  أكثر من مكانة بيجل و أسلافه في ولاية الترارزة و التي لا يمكن لأي تروزي مهما بلغ من المكابرة إلا أن يسلم بها ، كما أن كل الاسماء الحرطانية التي ذكرتم في التدوينة لم يعترض أي كان على مكانتهم و لا على الأدوار التي قاموا بها كل من موقعه . و هنا ، لابد أن أذكركم أن المجتمع البيظاني والذي يعتبر موغلا في التصوف لم يقرن تسمية *الولي* إلا بشخص واحد هو خالد الذكر ((بلال الولي)) . و قد تتلمذ عليه الكثير من أعيان الزوايا والعرب ويعتبر قبره اليوم من أهم المزارات في البلاد. كما أن من أهم دفعات الضباط التي  تخرجت من المدرسة العسكرية في أطار  ، كانت على اسم الضابط البطل انتاجو ولد السالك الذي استشهد في معركة أركميم و هو حرطاني أنتمي وإياه لنفس الحاضنة الاجتماعية.

*السيد الرئيس* ، 
لابد أن أنبهكم ، حول ما أشرتم إليه بخصوص تصريح متلفز في مناظرة أجريتها في وقت كان مجتمع البيظان على حافة الانقسام والتشرذم ، لأسباب يضيق المقام عن ذكرها  ، إلى أنَّ ما قلته حينها كان محاولة أعتبر أنني قمت فيها بدور إيجابي ومطلوب ،كما ألفتُ انتباهكم إلى أن عبد الله بن ياسين الجزولي المتوفي سنة  1059 المؤسس لدولة المرابطين ( قبل أخذ أول صورة في تاريخ البشرية سنة 1839)  ، كان وسيبقي عظيما و لا عبرة بلونه لأنكم سيدي الرئيس ، الدليل الحي على أن اللون في مجتمع البيظان لم يميز أو يمنع تميز أي مُستحِق رغم حمولة الذاكرة بما يسيء إلى البشرية في كل مكان من العالم ، من خزعبلات التفاوت في الأعراق و الدماء و الأصول ، حصره الإسلام في التقوى ، ليصرخ بها الفاروق عاليا "ضاع النسب" ..

لا شيء يمنع الحرطاني و لا غيره في مجتمع البيظان من أن يكون محل إجماع في الفضل والرئاسة و لم يشهد مجتمع البيظان ـ حسب علمي ـ إجماعا في تاريخه ، أكبر من إجماع جبهة الدفاع عن الديمقراطية على  الزعيم مسعود ولد بلخير، بما يفند كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال .

 و لا علم لي في الاخير ، بمن تتجسد في أخلاقه و مواقفه و التزامه سجايا البيظان أكثر من الرئيس بيجل ولد هميد أطال الله عمره . و كل قناعتي أن لا خوف على لحمة موريتانيا بوجود أمثاله لأن بيجل خلق مدرسة في الوطنية لا تخفى آثارها في سلوك أبناء منطقته … الوطن يحتاج نشرها في كل جهاته.