بنشاب : حين يخفق الجبناء عن مواجهة الهزيمة المذلة التي تلاحقهم، ويقفون عاجزين عن تبرير فشلهم المهين، يبدأون بالتخبط في سراديب الحيرة، يبحثون عن أي ذريعة تبرئ عجزهم. ستون محامياً، مسلحين بأدوات السلطة وبدعم أموال رجال الأعمال، اجتمعوا على مدى خمس سنواتٍ، يكيدون للرئيس السابق، يسعون لتشويه سمعته وتلويث صورته أمام الرأي العام. حاولوا بكل ما أوتوا من حيلة أن يضعوه تحت رحمتهم، لكن صمته كان أقوى من مؤامراتهم. رفض أن يكشف عن خيانة من غدر به، فازدادوا غلًّا، فهددوه وسجنوه وعذبوه، ظانّين أنهم بذلك سيكسرون إرادته.
وحين بلغ السيل الزبى، وقرر أن يتحدث أخيرًا، كان حديثه كالزلزال، يقلب موازينهم، يهزمهم بضربة قاضية، ويمنحهم درسًا في المرافعة، درسًا فضح جهلهم رغم شهاداتهم المزيفة وألقابهم الواهية. وحين كشفت الحقائق، غاصوا في مستنقع الارتباك، يجتمعون ويتهامسون بحثًا عن كلمات جوفاء يتوهمون أنها تنقذهم، لكنها تزيدهم انكشافًا أمام الجميع، تكشف تفاهتهم، سوء نياتهم، وضحالة عقولهم.
اعذروهم، فهم الآن أسرى ورطة لا يُحسدون عليها. إنهم مضطرون لتقديم تبرير يرضي أسيادهم ومن أنفق المليارات في سبيل مخططاتهم الفاشلة. لكن العار أصبح طوقًا يحيط بهم، وسيلازمهم حتى يُواروا الثرى.
أما القائد، فقد انتصر. خرج من الوحل الذي أرادوا له أن يغرق فيه، وتركهم غارقين في ذلهم وهوانهم. انتصر محمد ولد عبد العزيز، انتصر الأسد مهما كانت الأحكام التي سينطقون بها، ومهما آلت إليه الأمور. لقد انهزمت الضباع، وبقيت عزة الأسود لا تنكسر!....