بنشاب : ومع ذلك، قُلتم سقط الأسد، ونقول سقطت دمشق، الأسد متغيّر ودمشق ثابت وأساس، والمتوقع كالواقع.
حقَّا سقطت عمليًّا اليوم، لكنها سقطت فعليًّا يوم سقطت إرادة العرب وتركوا مصيرهم وأمْنهم القومي للصّدفة،.. سقطت دمشق يوم سقطت بغداد وتونس وطرابلس والخرطوم وصنعاء، وستسقط القاهرة ربما، فهو احتمال وارد بما أنها جزء من نفس المشروع، وستسقط تباعا ممالك ومشيخات البترول المُموِّلة لهذا المشروع، فهي كمن أغضبته زوجته فأخصَى نفسه، وقد دفعهم الرعب من إيران للتّعجيل بأسباب فنائهم.
أما الجاهلين للتاريخ، أو المتجاهلين له مؤقتا، أُذكِّر بأنَّ من أسباب انبلاج القومية العربية، الثورة على تركيع العرب بالتَّتْريك،.. ثم يدور الزَّمن، وتعود تركيا لنقمة التتريك ثانية في صراع قومي أزلي، الجديد أنه برعاية المصالح الحيوية لإسرائيل وأمريكا، وكما حدث قدما سيدور الزمن ويعود ذات العرب للتمرد على الدورة الثانية من التتريك ومن الاستعمار المصاحب له، وتحت راية القومية ذاتها، فقد وُلدت من جديد نفس الأسباب السابقة، ولأن راية الإسلاموية محجوزة للتخريب وإسقاط البلدان وتنفيذ الفوضى الخلاقة.
التاريخ كرأس المروحية لا يستقر ولو طال على جهة ما توفرت طاقة تحرِّكه.
لم أتألم لما يحدث، ربما لأني كنت أتوقعه وأنتظره، والانعطافات الكبرى لا تُحسب بسنين أعمارنا، بل بالحقب، وهذه حقبة الدواعش ووُسطاء الهمجيَّة.. وربما على قول الجواهري: «لم يبقَ عنديَ ما يبتزّهُ الألمُ... حَسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ».
حفظ الله سورية وحفظنا.
تحياتي.
صادفني المساج الملحق في بريد صفحتي الآن، وقد مَنحني ضحكة من القلب، أمّا جوابي لصاحبه: أنَّ لِخْطَهْ عموما فَمْ جهة من موريتاني امعدلتو دُعاء واتحجليب،.. القوميين إصَّ ما يللَّ اتنسخ اعليهم ظرك، مإ يْزيدهم شي في النّسخ، لا تخلط الهم انتَ والظروف واتنعويشت لخوان، دخلتهم الرُّوح من يومين..
المنشور أراني انشرتو نيابة عنك ولا تحظرني... الفيس ازوين.