بنشاب : الخلل الكبير الذي أصاب مجتمعنا اليوم هو في معايير أولوياته، وبهذا الخلل أُخِّر الأول٬ وقُدِّم الأخير٬ وضُيِّعَ الفرض، وحُفِظَ النفل٬ واستعظم الناس الصغائر٬ واستهانوا بالكبائر..
كان المظنون برجال أعمالنا أن ينتهوا عما نُهُوا عنه من الربا، والغش، والاحتكار، والغلاء، وتزوير المواد الغذائية، وتزوير الأدوية..
وأن يمتثلوا ما أُمِروا به من المسامحة في البيع، والعطف واللطف بالناس، بتخفيف الربح، وتخفيض الغلاء، وجودة المستورد..
أما الاشتغال بمثل هذه المبادرات فهو اشتغال بما كان نفعه خاصا على حساب ما كان نفعه عاما، وتقديم لما كان نفعه مقصورا على الذي يكون نفعه متعديا، وهو - قبل ذلك وبعده - اشتغال بمندوب وترك لمفروض..
ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، واهتمامه بما يعنيه ويتعين عليه..