عقود من العطش بجوار الماء.. سكان قرية فركاكه يستغيثون بالرئيس (تقرير مصور)

أربعاء, 19/06/2024 - 22:50

بنشاب : لم تعد ظروف البادية والانتجاع بالمواشي والانتقال من مكان لآخر طلبا للمراعي ملائمة بعد ضربات الجفاف المتوالية وهلاك المواشي، مما فرض على أحياء من الرحل الاستقرار على حافة طريق الأمل عند بلدة فركاكه شرق مدينة كيفه طمعا في خدمات الطريق وحسنات الاستقرار .

وهناك بدأ الناس حياة جديدة تعتمد على زراعة الحقول القريبة عند نزول الأمطار واستغلال ما يجود به القليل المتبقي من دواجن الحيوانات، بالإضافة إلى ما يجنيه الشباب من قوت بأعمال عضلية وحرف في مدينة كيفه يروحون به إلى عائلاتهم في الليل.

هناك كانت أيضا نقطة الماء القريبة عامل جذب ،ففي بداية الثمانينات من القرن الماضي حفرت شركة مندز التي بنت طريق الأمل بئرا ارتوازية استغلتها وبقيت هناك صامدة تتدفق مياهها إلى اليوم.

ومع مرور السنوات قامت عدة شركات ومقاولات عاملة بالمنطقة باستخدامها عبر تجهيزها بمضخات حتى إذا انتهت مهمتها طوت أشياءها وانصرفت.

الأهالي اعتمدوا في شرابهم وشراب مواشيهم على هذه البئر بالتطفل على الذين يمتلكون وسائل لاستغلالها، تارة يشربون وتارة يمنعون وحين يحمل المستخدم أدواته تتعطل البئر ويعود الأهالي لمحنة العطش وتلمس الحلول بطرق أخرى غاية في المشقة.

بواسطة النفوذ والوساطة تمكنت عشرات القرى المماثلة في المنطقة من الحصول على شبكات للمياه ،تضخ من بعيد وبتكاليف باهظة لكن هوان فقراء فركاكه وضعف حيلتهم جعلت عطشهم يسهل على كافة المعنيين سواء جهات إدارية أو بلدية أو سلطة مركزية.

بعثوا عشرات الرسائل للإدارة وتلقوا سيلا من الوعود الفارغة من لدن المنتخبين ورجال القبائل غير أن ذلك لم يتحقق رغم دعمهم القوي لحزب السلطة وحشوهم الدائم للصناديق بالأصوات الموالية.

المفارقة في هذا الصدد أن مشروع سقاية سكان قرى فركاكه هو الأكثر سهولة على الإطلاق والأقل تكلفة ؛فهم لا يحتاجون إلى تنقيب أو مصدر للماء ولا لحفر، فهم يفترشون إحدى أهم الشقوق المائية بالولاية وقد جهزت فيه بئر ارتوازية من طرف مهندسين برازليين قبل 44 سنة ولا يحول دون شرابهم غير إرادة رسمية.

إلى مكرفون وكالة كيفه للأنباء تحدث هؤلاء اليوم ال 24 مارس 2024 فتذكروا ما سموه "سخاء النصارى" يوم حفروا البئر واستغلوه حيث فتحوا حنفيات خاصة بالسكان ومواشيهم وفاض الماء فشرب الناس وزرعوا.

أصواتهم اليوم تنادي مجددا رئيس الجمهورية ووزير المياه ومندوب التآزر و كذلك المدير العام ل ONSER من أجل لفتة تعود بهم إلى حضن الوطن وحياة جديدة . إنهم لا يطلبون من ثروات بلادهم الهائلة غير توصيلة ماء