"حَوْلِي الطَّفْلَه لوَّلْ"...

اثنين, 18/03/2024 - 13:45

في الميتولوجيا الشعبية، يقولون: "حولي الطفله لول"، وهو أول قماش تقتنيه الفتاة، عندما تجتاز السن الطفولة، فتأخذه بفرح وسرور، تارة تلبسه، وتارة تضعه أمامها تقلبه ولا تبالي بسترها الذي هو بيت القصيد، وفي أكثر الأحيان تتمشى به في الربع، معلنة خروج فترة ودخول أخرى، بعد انتظار تغيب عنا مقاييسه، والعوامل التي أدت لتأخره أو لتقدمه الزمنيين، فأصبح مثلا يضرب في التباهي بحصول أمر كان مستبعدا، أو حلما طال انتظاره.


تذكرت هذا المثل، والرئيس غزواني يتيه فخرا بانجاز "جسر" أو "معبر" ملتقى طريق بامكو، الذي سمعت أن اسمه "تآز".
ونحن مع الرئيس و وزرائه نتيه معهم بهذا الانجاز الذي اعتبروه "حولي الطفله لول".
و لهم العذر في ذلك، ففي فترة عز فيها الانجاز وتحقيق أي مشروع كان محل طموح، يكون هذا كثير عليه، إذا قيس بندرة النوع وانقراضه.
و حقَّ لنا جميعا أن نفخر به ونتمنى ألا يكون " وَلْدَةْ وَرْگِيَّه" التي لا تلد إلا مرة في العمر، و أكثر حالها لا تلد!...
و رأيت القوم منهمكين في مقارنة انحازات الرئيس غزواني، بانجازات الرئيس محمد ولد عبد العزيز، و في ذلك تكلف و إجحاف بأحدهما، فهي تشبيه يفتقد وجه الشبه و أداته و المشبه به، ففي عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، تم انجاز ثلاثة جسور بمعنى الجسور مدى وسعة و لم نعلم بها إلا يوم مرورنا عليها، و بتكاليف لا تصل ربع تكاليف "جسر تآزر"، و في المكان الضروري و إن كانت الأماكن كلها ضرورية، لكن للأولويات ما يخصها...
و لكن فرحة "الطفله" بحوليها الأول، يخرجها من محراب الصمت و الهدوء إلى الصخب الكلام و ربما الرقص مع تعاظم الزهو بالانجاز اليتيم.