بنشاب : في غمرة متاهات الحقيقة و أروقة الأحداث، تتجسد رحلة الصحافي كفارس مخلص يسعى إلى الكشف عن الحقيقة و إيجاد رسم واقعي يعكس تفاصيل العالم..
و مع ذلك، في هذه الأيام الراهنة، تواجه الصحافة تحديات متنوعة تهدد بتحولها إلى أداة للابتزاز، و تبرير لأفعال المسؤولين، ما يبعدها عن دورها الجوهري كحارس للحقيقة.
الصحافة، الجسر المرتقب بين الواقع و الجمهور، تتأرجح بين رغبة الكشف عن الحقيقة و الحاجة لتلبية مصالح أصحاب النفوذ....
ينحرف بعض الصحافيين عن مسار الأخلاق، حيث يتحولون إلى حراس للساسة بدلاً من أن يكونوا محل تحليل نقدي.. هذا التضارب يفقد الصحافة قيمتها و قدسيتها، مما يلوث سمعتها أمام الجمهور.
هل يمكن للنقابات أن تكون الخلطة السحرية التي تعيد توجيه الصحافة نحو مسارها الطبيعي؟..
على الرغم من دور النقابات كحافز للالتزام بالأخلاق و النزاهة، يظل الصحافي كفرد محملاً بمسؤولية كبيرة في الحفاظ على تلك القيم.
في رحاب الصحافة الراقية و بين أسوار نقابات الفهم العميق، ينسج الحلف روح التعاون، حاملاً معه رسالة تعزيز الرقابة الذاتية و المساهمة الفعّالة في عزل فصل ظاهرة الابتزاز، لتمكن من استئصالها و القضاء عليها، ليوجّه اهتمامه نحو رحلة التحقيق الصحفي العميق.
إن إعادة بناء صحافتنا إلى مسارها الطبيعي يشكل تحدٍ يتطلب توحيد جهود الفاعلين في هذه الساحة البديعة، بهدف استعادة الثقة الضائعة و إعادة بناء المكانة اللائقة و المحترمة لهذا الحقل المحترف الذي أُلقيَ عليه بظلال التلوث...!