بنشاب : أما والمحكمة تجهز ملفاتها وترتب أوراقها وبات النطق بالحكم قاب قوسين أو أدنى ولأن الدين النصيحة يا قضاة محكمة الفساد والقضاة عامه : قصّ #العميد في مرافعته قصة أحرجت المأمورين وأعلاهم أوامر خاصة وهي أن رئيس محكمةٍ لمعارضين سابقين وقفت عند باب منزله سيارة أرسل إليه من فيها أن يخرج للقائه فرفض رفضا قاطعا طالبا ممن في السيارة أن يدخل أيا كان وحاجته أو يعود أدراجه فلما نزل إذا به وزير عدل النظام القائم يحمل رسالة من رئيس الجمهورية آنذاك طالبا من القاضي الحكم على المعارضين واعدًا إياه بالعفو عنهم بعد يومين ثم منحه كل ما يحلم به من مزايا وظيفية ومالية ومعنوية وغيرها فرفض القاضي رفضا باتا وبرّأ المعارضين ؛ فهكذا تُصدر الأوامر وإن كان هذا القاضي قد تجاوز اختبارا صعبا في الدنيا يُصحح بصرامة في الآخره فقد أخفق كثير ؛ وقد تحكم حكما جائرا ينفعك أياما ، أشهرا وحتى سنين لكنه يضرك باقي العمر بل وبعد العمر أي الموت إلى أبد الآبدين !!
قال تعالى أَسمِع بِهِم وَأَبصِر يَومَ يَأتونَنا لـكِنِ الظّالِمونَ اليَومَ في ضَلالٍ مُبينٍ
وقال أيضا وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا
وفي الحديث القدسي الصحيح يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا
وفي الحديث اتَّقوا الظُّلمَ فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ وفيه أيضا : القضاة ثلاثةٌ قاضيانِ في النارِ وقاضٍ في الجنةِ
ولله در أبي العتاهية حيث قال
أما وَاللهِ إِنَّ الــظُّـلْــــمَ لُــــــؤْمٌ
وَمَـا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ�إِلَى دَيـَّــــــــانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْــدَ اللهِ تَجْـتَمِعُ اْلخُصُومُ�سَتَعَلَمُ يا ظلوم إذا الْتَقَيْنَا
غَـدًا عِنْـدَ الْإِلَهِ مَنِ الْمَلُــومُ
وقال آخر
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً
ولج عتواً في قبيح اكتسابه�فكله إلى صرف الزمان وعدله
سيبدو له ما لم يكن في حسابه
وقال آخر
إِذا خَـــانَ الأميرُ وكاتباهُ
وقاضِي الأَرْضِ داهَنَ في القَضاءِ�فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلُ
لِقاضِي الأَرْضِ منْ قَاضِي السَّــمــاءِ
فنحن لا مطلب لنا غير حكم عادل وحسبنا الله ونعم الوكيل !!