بنشاب : من دواعي الفقر المدقع في التهم على الرئيس محمد ولد عبد العزيز، لجأ البعض إلى حادثة المطار، وكأن الرئيس عزيز كان فنيا يرصد أو عاملا يدويا يشارك، أو مهندسا يشرف، ويتجاهل دوره في توفير المطار كفكرة وتجسيده كواقع من خلال توفير مستلزمات ذلك وفق إمكانيات الدولة، وبناء مطار عصري حسب تصنيف المنظمة الدولية لسلامة الطيران، بقدرة تستطيع استقبال الطائرات العملاقة من نوع airbas380 ، هذا أمر متجاوز برمته للجاهلين قبل غيرهم.
من ناحية أخرى، أشرفت شركة النجاح - وهي شركة معروفة بأمانتها وورعها وثقتها - على تشييده وفق المعايير والنظم الدولية المعروفة، وبمراقبة من مكتب دولي أمريكي معروف بتقنيته ومهنيته، فتم تسليمه جاهزا بكل المعايير المتفق عليها.
فمن أين أتى الخطأ؟
يأتي الخطأ من نهب مخصصات الصيانة والرعاية، التي عصفت بأسطول الطيران ليتساقط الواحد تلو الآخر، والتي عصفت بشبكة المياه في آفطوط الساحل، وبأجهزة المستشفيات المتعطلة بسبب الإهمال وعدم الصيانة، وهذا ما ذكرته شركة النجاح، التي أوصت بضرورة الصيانة، خصوصا في " السقف المعلق" الذي يتعرض للتيارات الهوائية العنيفة والمحملة بالأتربة، وتجمعها في الجزء المعلق يولد ثقلا لا تتحمله نقاط التثبيت، وهذا ما وقع، وأملته شركة "آروبورت" المكلفة بالصيانة والتي يمتلك منها الرئيس غزواني 15%، فالمهم نهب مخصصات الصيانة دون تقديم أي خدمة، بل هي في سبات عميق وإهمال مخل، فالذي حدث لم يكن مستغربا حسب شركة النجاح.
لا بد من بدء حصاد الفشل والإهمال، ماديا ومعنويا.