بنشاب : كتب الأستاذ / أحمدو شاش...
في البداية، لا بد من وقفة إجلال وتقدير لهذين الرجلين: معالي الوزير الدكتور حيموده رمظان، ومعالي الوزير الدكتور سيدي سالم، لمستوى وعيهما وكفاءتهما ووطنيتهما، ليس لأنهما مع أو ضد، ولكن لأنهما أثبتا أن في بلدنا بعض الرجال الذين يؤمنون بالقيم والأخلاق والوطنية، وبأن المهنية والكفاءة لا تنسجم مع النفاق والتملق والكذب وإن كثر في البلاد، وتلك صفة لا يلقّاها إلا الذين يؤمنون بالحق والعدل والصدق، ولا يلقّاها إلا ذو حظ عظيم.
١- د.سيدي سالم، أستاذ فيزياء جامعي، شغل وزير التعليم العالي والناطق الرسمي باسم الحكومة، خلاصة ما قال، أنه يشهد للرئيس محمد ولد عبد العزيز بالصدق والجدية والإخلاص والوطنية، طيلة فترة عمله معه، وأعطى أمثلة في ذلك محددة، وأن كثيرا مما في الملف لا علاقة له به ولا يعلم عنه الكثير، إلا أنه موقن بأن الرئيس محمد ولد العزيز مخلص وجاد ولا يتدخل في التأثير على الوزراء إلا في إطار قانوني، وأن هذه الخصال هي التي جعلته ينسجم معه وقد كان ناشطا سياسيا في RFD، وعندما التقى به تقاربت وجهات نظرهما في محاربة الفساد، وحقوق الإنسان وقطع العلاقة مع إسرائيل وكل ذلك تجسد بشكل ملموس.
٢- د.حيموده رمظان، أستاذ قانون جامعي، ومستشار قانوني، شغل منصب وزير العدل أوان تلفيق ملف العشرية، كان موقفه الذي عصف به واضحا ومهنيا، ولما أحيل له الملف من البرلمان، جمع له طاقما من ديوان الوزير ودرسوه دراسة معمقة، وجدوه خاوي الوفاض، مبهم الأغراض، لا يمكن أن توجه منه تهمة، ويستشف منه محاولة المساس برئيس تحصنه مادة صريحة والشخص لا يتجزأ، ثم إن حفاظي على مبدإ فصل السلطات جعلني أتحفظ على الملف برمته، وحملته للرئيس غزواني، وشرحت له كل شيء، حتى وضعته في الصورة، فقال لي: كلم الوزير الأول في هذا، ليتم حل الحكومة وإقالتي من المنصب.
من هنا يبدأ سيناريو المؤامرة، فالرئيس غزواني أثناء استماعه للحديث، عرف مباشرة أن الرجل ليس هو من سيدير الحرب القادمة، فلا بد من رجل ليس على مستوى وطنيته، ولا على مستوى أخلاقه، ولا على مستوى صدقه، ولا على مستوى علمه، ولا على مستوى براءته، فراح يبحث عمن يحمل هذه الصفات بهدوء ووقار، ليدير معركة تصفية ظالمة، ضد رجل لا ذنب له إلا الخصال التي ذكرها د. سيدي سالم، لأن الضدين لا يجتمعان.