بنشاب : اتهم رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد مصبوع، وهو صهر الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، الشرطة بممارسة الإكراه البدني وتهديده بالقتل، وهو ما أثار ردود فعل متباينة خاصة فيما يتعلق التهم المنسوبة إليه في ملف "فساد العشرية" في إشارة لفترة حكم ولد عبد العزيز (2009-2019).
وقال ولد امصبوع (41 عاما) ، الثلاثاء، أمام المحكمة الجنائية المختصة في جرائم الفساد بالعاصمة نواكشوط، إنه تعرض للإكراه البدني والتهديد بالقتل أثناء مرحلة التحقيق الابتدائي، واضطر "للتوقيع على المحضر الذي كتبت الشرطة".
ونفى رجل الأعمال الموريتاني، الذي تزوج ابنة الرئيس عام 2012، خلال استجوابه من طرف رئيس المحكمة جميع تهم الفساد الموجهة إليه، بحسب إفادته اللتي نقلتها مواقع محلية.
ويواجه ولد امصبوع إلى جانب ولد عبد العزيز والمشمولين في الملف تهما عدة من بينها استغلال النفوذ وإساءة استغلال الوظيفة وإخفاء العائدات الإجرامية والمساهمة في التستر على الإثراء غير المشروع.
"جدل على مواقع التواصل"
وأثارت تصريحات ولد مصبوع أمام المحكمة مطالبات على منصات التواصل الاجتماعي بهذا البلد المغاربي، بتدخل عاجل من منظمات حقوق الإنسان بالبلاد.
كما اعتبرها مدونون دليلا على وجود ما وصفوه بـ"ميليشيات داخل أجهزة الأمن"، ويجب سحب الاعترافات المحصلة تحت الإكراه طبقا لما يقتضيه القانون.
وطالب آخرون من "الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب"، الوقوف على وضعية صهر الرئيس، ومنع ما يتعرض له من "مضايقات غير إنسانية".
وفي المقابل كان بعض المدونين اعتبروا أن ولد امصبوع، استخدم علاقته مع الرئيس السابق للحصول على بعض الامتيازات والصفقات العمومية.
"تهريب الذهب ومراكمة الثروة"
وتحدث ولد امصبوع حول تهمة "استغلال النفوذ لتهريب الذهب من مطار نواكشوط"، نافيا أن يكون "ذلك ممكنا" بسبب الإجراءات الأمنية في مطارات العالم.
وكانت المحكمة استدعت في ماي الماضي شاهدا يدعى محمد ولد سميو ذكر في شهادته بحضور المتهمين أنه كان صديقا لبنت الرئيس السابق أسماء بنت عبد العزيز وزوجها، وكلفاه بالكثير من المهام مثل "شراء العملة الصعبة و بعض القطع الأرضية".
وردا على ذلك قال ولد امصبوع إنه مستغرب من عدم القبض على الشاهد أحمد ولد سميو، الذي أقر أمام المحكمة بتهريبه الذهب، مؤكدا أن شهادته أمام المحكمة "كاذبة".
وأردف أن ولد سميو ذكر أنه تعرف على ولد امصبوع في العام 2015، بينما توجد وثائق تثبت أنه تعامل معه في العام 2013 عن طريق شركة تابعة له.
وبخصوص تهمة الثراء غير المشروع قال صهر الرئيس السابق إنه ينحدر من أسرتين عرفتا بالثراء في موريتانيا، ولا علاقة لهما بالدولة.
وذكر في السياق ذاته أن والده ديدي ولد امصبوع كان على رأس نشاطه التجاري منذ عام 1974، ونشط في عدة مجالات منها الصيد، وأن أول نشاط تجاري له هو شخصيا بدأ عام 2005، حيث كان يشحن معدات معلوماتية بالجملة.
وكان ولد امصبوع استدعي من قبل شرطة الجرائم الاقتصادية والمالية في أغسطس 2020 رفقة زوجته أسماء ابنة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، للاستماع لأقوالهما.
ويقبع ولد امصبوع حاليا رفقة ولد عبد العزيز في سجن تابع لأجهزة الأمن وسط العاصمة، وذلك إثر نقلهما من مدرسة الشرطة التي كانا فيها منذ مطلع العام الجاري.
المصدر: أصوات مغاربية