بنشاب : ما بها الأغنية؟،.. حتى ولو خرجت على النسق المعهود لصاحبتها فهي جميلة من صنفها، الذي هو أغاني المهرجانات،.. أغاني المهرجانات عادة إيقاعية حركية وبأي كلام خفيف نصف موزون،.. الطرب المعتق لا يصلح لجموع لا يجمعها إلا فُضول الفُرجة.
ثم إنَّ عُليّه تُمتع في كل أحوالها..
ذكريات مع عُليّه.
في مناسبة خاصة شرّفتنا عُليّه بإنعاشها، وجدتُ أنَّ عاملاً مؤقتا اقترض بعض الوَرْگه من الدكان، وهو أمر محرّم في ملّتنا، استوضحتُ منه فعلته، فوضع اصبعه على مَشارف قلبه قائلا: «ذيك الورگه ما تَعنيكم.. ذيك سلّفتهانَ اعل احسابي بيهَلِّي عُليّه گالتلي عنها تشرب ألاَّ عاشوراء!.. ثم تخيلتُه يُكمل مُنشدًا خلفها: «...اخْلينا سابگْ ما ريناكْ وإلينْ إلْ رَيناكْ اخلينْا»، وارفِدْنا الدين،.. سَلَبَت خافقه وليس الأول.. دفعتُ عنه ثمن الشاي، وكُدت اضرب له "تعظيمْ سلامْ"، لأنه بجدارة اخْلَطْ السّترة واتنسوي.
قبل ذلك بسنين عديدة، أصيبَ فرد من أسرتي بوعكة صحية عادية، لكنه معروف شيئا ما ابشَين المرض المُطنب، الينْ إصُونِي حَدْ اعل الباب ينعگر هُوَ.. ثم صادَف أنْ بثَّت التلفزة تسجيلاً لعُليّه في سهرة مشهورة أظنها "سهرة الشهر"، وكانت مُقامة في ازويرات، لَبِسَت فيها مُطلق الأنوثة والدَّلع والطَّرب.. وإذا بمريضنا تدخلُو الروح بقدرة قادر، فطلب رفع الصوت،.. اتلبْ اگفاه وسنّد اعل اوسايد وساحْ!،.. يتبسم واهزْ اگراعو.. وبعد فوات الأوان فطن لزوجته ترمقه في صمتٍ أدرك معناه..
بعد أيام وفي جلسة مماثلة بثت التلفزة نفس السهرة، فقال مكابرة: «گلبو اعل سنگال!».. فقالت الزوجة: «أصل يخي مانَّ لاهي انگلبو عن عُليّه ، امكيفنها امرجعالنا روح مسلم مولان من حاشيت الموت»... (على أية حال، اگلعتو بالماره، مانَّ مداسرين، وسيقرأ هذا!).
في نفس سهرتها في ازويرات غنّت كذلك مديحيّة، "اعْليكْ انوار"، .. فَمْ حَدْ من السكان الأصلّيين -صديقنا- وسيُصبح شخصية مهمة فيما بعد، يُنكّت عليه خِلّانه بنو گال: «الله إگصر اعمرها هيَ هذي، انجيبوها لازويرات وانحاسنوها ابفظتنا اتگوم اتغني اعل بولَنْوار»..(بولنوار، قرية تابعة لنواذيبو)... بعض من سوء التفاهم بين اهل الساحل والهُولْ.
المهم، .. ما من رَيب في أنَّ عُليّه، ابنة شرعية لآخر العنقود من ذريّة ابليس الأصلي.. أتمنى لها التوفيق.
تحياتي.