بنشاب : لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين : ولأن الثقة لا تعود إن فُقدت خاصة إن وُضعت أصلا في غير محلها : فقد فوّتَ (الرئيس) السعْد على نفسه فرصا لا تُحصر ولا تتكرر ولا تُعوض ، بل فوتها على الشعب الموريتاني كله ؛ فُرصا أدخلته من أوسع أبواب السياسة في البلاد فأخرج نفسه من أضيق نوافذها ، وقد أسدى في المقابل لِخصمه النظام ( إن كان فعلا خصمه ) خدمة ( مجانية ) لم ولن يخدمه بمثلها أحد قبله ولا بعده في مرحلة حساسة فاصلة وحرجه ، فنقله من خلالها نُقلة نوعية ، عن قصد وعن غيره ثم ألْقت بِ( الدكتور ) تلقائيا هو وحزبه دون غيرهما أسفل سافلين ؛ قُرْبُ نظرِ الدكتور وخَللُه في التفكير وقياساته مع وجود فوارق ثم تأويلاته العرجاء المبنية على مكانة قلّده إياها حظا عابرا يسْرَحُه حينا شُحّ في البدائل ويُريحه أحيانا تصنُّعُ نضال ؛ فرافقته اعتبارات مختلفة ومجاملات خالصة جعلته يمكر بنفسه بادي الرأي بحسابات أنانية لِمصالح ضيقة تخللتها إحجامات قاتلة وإقصاءات قاضية وخيارات صورية شكلت علامات كثيرة للتعجب والريبة والاستفهام !! فلعل عِرْقًا نزَعَه : جاهلية أولى أوجهالة رعناء أو جهلا مُركبا ؛ عنصرية متجذرة أو مصلحة مُتَعجّلة أو خوفا أو خنوعا باطنيين صاحبت أحدهما أو كليهما خيانة من مياسِمها نكث للعهد وتعد للحدود وكلام فاحش وغير ذلك مما لم يكن يتوقعه أحد نظرا لما كان يمكن أن يكون لو لم يكن منه ما كان ؛ لكن الطبع كان فيه أملك ؛ فأعقبه جَشعا في نفسه بأذرع خفية وعلنية أفقده كل شيء ساعة من نهار ؛ والجدير بالذكر أن لم يكن أحد يعرف شيئا عن ولد لوليد وحزبه وكل شيء يعود إلى أصله والشاري الدون بالهون .. ! ولات حين مندم !! ايْگولو النصاره :
En voulant tout gagner on risque de tout perdre
ولعل أغلبنا كان يتساءل يوميا بإلحاح وعلى مضض
كيف أناصر الرئيس السابق دُونْ الدكتور اللاحق ؟!!