بنشاب : في هذا العام، أعني 2023، كثر “البطيخ” في بلاد موريتانيا، وأقبل الناس على شرائه لرخصه، وذلك أن الغلاء كان قد أتى على كل شيء حتى بيع السكر ب 450 أوقية للكيلو الواحد، وأصيب الخبز ب”هزال” شديد ونقص التجار وزنه بعد أن منعهم الوالي من زيادة سعره..
وأهل موريتانيا يسمون البطيخ ب “الدلاح”، ربما لكثرة مائه، وفي القاموس : الدلاح من اللبن الذي يكثر ماؤه حتى تتبين شبهته، أي يصير “برقالا” بالحسانية.. ويسمون البطيخة “حدجة”، والحدجة في الحسانية كل شيء مكركب وصلب ، ومنه “حدجة الراص”، و”احدج تنكردة”، و”احدج لحمار” و”حدج الناس”… واحدج لحمار هو الحنظل بالفصحى، واحدج تنكردة نوع قديم من “تعمار المدافع”، والله أعلم .. وفي القاموس : “الحدج حمل البطيخ والحنظل مادام رطبا”..
و”الدلاح” لم يكن شائعا في أغلب هذه البلاد، بل الشائع عند أهلها أكثر هو “احدج فندي”، و”لحمته بيضاء وكذلك حبه”، ويعمل منه “العيش” في بعض المناطق، و”اكضيم” في مناطق أخرى، وهو دسم ، وفي المثل : ” اللي ما إيدم فندي إخليه بإيدامُ”.. والبيظان يؤرخون بأعوام كثرت فيها بعض الأطعمة، أو عرفوها أول مرة، مثل : “عام لحدج”، ويوافق عام 1939م أو 1941 م ، على خلاف بين المؤرخين.. وعام مارو، 1958، وعام الدقيق، وعام لِحْمِيرَة، وهي نوع من “الزرع” حبته حمراء اللون، وعام كَنَدِي، وكندي دهن أصفر قدمته الولايات المتحدة الأمريكية ضمن مساعدات غذائية لموريتانيا في عهد الرئيس جون كندي.
ومن الواضح أن المساعدات في تلك الآونة كانت تصل إلى مستحقيها فعلا، عكس المساعدات الآن، التي تنقل من الميناء أو المطار إلى مخازن التجار لتباع للناس .. والبطيخ، أو الدلاح، يضر بالصحة عند الإكثار منه، فقد يسبب الانتفاخ، ويؤدي لمشاكل في الجهاز الهضمي، كما أنه سهل التلوث بالسالمونيلا ،،
والملوثات في شوارع نواكشوط، حفظ الله أهلها كثيرة جدا.. وفي الخليج يسمى البطيخ ب “الحبحب”، وبالفارسية “هندوانه”،، ويستنزف المياه الجوفية..
نقلا عن "مورينيوز"