تروج جهات إعلامية عدة منذ بعض الوقت لفرضية أن الحزب البديل للنظام هو حزب الإصلاح وتنطلق هذه الفرضية من بعض التصريحات منسوبة لقيادات في الحزب البديل وتدعمها صلة قربى برأس النظام القائم ، وقد عززت ترشحات الحزب للاستحقاقات القادمة هذه الفرضية فحزب الإصلاح من اكبر الأحزاب اللاقطة للمتساقطين عن حزب الإنصاف الحاكم وقد ذهب البعض إلى أن تعمد هيأة ترشيح الحزب استبعاد شخصيات وازنة و لدبها إمكانيات مادية معتبرة إنما لمحاولة توجيهها عن بعد لحزب الإصلاح البديل ، كما أن محاولة زرع الشقاق بين بعض الأحزاب الوطنية العريقة كحزب التكتل وحزب اتحاد قوى التقدم هو أيضا مقدمة لتوجيه القيادات الداعمة لفكرة التنسيق مع الحكومة إلى حزب الإصلاح و متحاشية فرصة اتهامها بأنها نسقت مع حزب الدولة المتهاوي هذه الأيام وتقول الفرضية أن مؤتمرا طارئا لحزب الإصلاح سيعلن عنه خلال مدة وجيزة بعد الانتخابات .
إن المتتبع لاتجاهات المصيدة التي عبر عنها النظام و المعارضة معا فور استلام النظام للسلطة يدرك أنه وبتخطيط محكم تمكن تيار القصر الرئاسي من صيد بعض الشخصيات القيادية من أحزاب : تواصل ، الرك منذ بعض الوقت ، وهاهم يكملون الحلقة بأحزاب التكتل و اتحاد قوى التقدم ، هذ الكوكتيل سيشكل القيادة اللاحقة لحزب الإصلاح و سيكون اكبر الأحزاب التي من المفترض ان تتشكل منها الحكومة التي ستشرف على الاستحقاقات الرئاسية القادمة و سيكون هذ الخليط الراعي الرسمي للرئيس القادم الذي قد لا بكون بالضرورة الرئيس الحالي بل إن تسريبات من هنا وهناك ترجح أن يكون الرئيس القادم شخصية مدنية مقربة جدا من الرئيس الحالي سيتم الترويج لها بأنها القطيعة مع حكم العسكر الذي تطالب القوى الراديكالية في المعارضة التقليدية به منذ بعض الوقت ، وتتعزز هذه الفرضية بحاجة النظام إلى فرض القطيعة التامة مع العشرية و توازناتها و ترتيب أحزابها و سيكون من المفيد جدا ان تظهر تشكيلات قديمة بشكل جديد تقودها شخصيات مخضرمة عاملها المشترك الرغبة الشديدة في تجديد الهياكل السياسية شكلا والمحافظة على نسقها العتيق مضمونا وهو ما قد تعبر عنه بشكل أوضح نتائج الانتخابات القادمة , لكن هل الوضع الداخلي و المناخ الإقليمي و الدولي سيسمحان بتنفيذ هذ السيناريو ....؟