بنشاب : بدأ الرئيس غزواني يدرك نهاية فترته السابحة في بحور من الفشل على الأصعدة.
بدأ فخامة الرئيس غزواني بملف "تعهداتي" وتعاطيناه جميعا بالفرح والسرور والإقبال، وسِيقَ له المنافقون والمتملقون، يشرحونه ويعربونه، ودبجت له ميزانيات استثنائية، لكنه - للأسف - تم اغتياله في المهد، ولعب اللاعبون والمفسدون بتلك الميزانيات.
دفن الأمل في " تعهداتي"، واستبدلت بملف آخر " أولوياتي"فتباشر الناس بهذا الوليد لعله خلفا يخفف مصيبة "تعهداتي"، ودارت الأيام، ومرت الأيام والناس تنتظر فطام المولود الجديد، وصرفت من الميزانية ما صرف، وأعلنت وفاة المولود في مأتم جنائزي ناطق بالصمت المقروء والمكتوب على جباه المفسدين والمتنفذين جهويا وقبليا، فودعنا "أولوياتي" في مقبرة الوعود الكاذبة، وقرأنا المعوذات دفعا لنكبات الدهر وسدا لرمق الحياة.
فكر الرئيس غزواني وقدر، ثم فكر وقدر، فقال هذا وقت مناسب لنعلن فيه "الإقلاع" !... بماذا ومن أين وإلى أين؟ لا يهم، تلك أسئلة لا نبتغيها لشعبنا، ولا نريد أن يفكر كذلك.
أعلن "الإقلاع" بالتبني، ومكثنا نرقب نتائج "الإقلاع" حتى بلغ اليأس فينا مبلغه، نتأسى بمرجل على نار هادئة، لا يغلي فيه غير الرجاء اليائس، والتذكير بالأخلاق والتربية، فطفقنا نقلب الأخلاق صفحة بصفحة، فما وجدنا غير أن ضاعت أخلاقنا وتربيتنا في أتون المسارب والفيافي.
قال قائل من البلاط، كل هذه الأمنيات سراب، والواقعية تملي علينا الارتباط بالأرض، وذرونا من المروية، ولنبادر بالزراعة المطرية، فأعلن البشرى من تامشكط، وسيق الجميع لليوم المشهود، فلم نجد غير الأخطاء البروتوكولية المخلة بحياء الحاضرين، ودفن المشروع في تلك القيعة ودفنت معه تكاليفه، غير التكاليف التي تعهد بها رجال الأعمال، بعد ابتزازهم وترهيبهم وترغيبهم.
تهاوت تلك المشاريع برمتها ولم تعد تستحيب للاستهلاك، فقالوا مالنا لا نفكر بالثروة الحيوانية؟... نستفيد من لحومها وألبانها ووبرها؟ ... مشروع هائل وواعد، لولا أنه اختزل الأوهام في " أم أصگيعه"
تهادى زمر الفشل لمشاريع من نوع آخر، نريد أن نرى المدن قد زينت بالجسور!... عطلت الحركة وأغلقت الطرق، ووضع الحجر الأساس بعد أن رصدت الميزانية، ودارت الأيام دورتها، ليعلن عن فشل تلك الجسور التي هي في الحقيقة مجرد قناطر بطول مائة متر لا أكثر.
في الأخير، توجه التفكير في استخدام السلطة والنفوذ لغسل الأدمغة والتنويم المغناطيسي، هيا للضغط على الوجهاء ورجال الأعمال، والموظفين، لإعادة الاعتبار وكسب الثقة من جديد!
بهذا الرصيد السالب والصفري في أحسن الأحوال، يواجه الرئيس غزواني مستقبلا مبهما، قد يدفعه للبحث عن خليفة يتقاسم معه رصيد الفشل، ليؤمن له حياة هادئة ويحميه بمادة 93 مكررة ومحمية، ولأنه لا يأمن إلا نفسه، فإن ولد لحويرثي قد يكون بديلا جيدا لاستمرار نظام المكائد والتلفيق، والفشل والتدمير.