بنشاب : الديكتاتورية عموما، سلوك استبدادي، يتأتى من العجز عن وصول الجماهير وتنظيمهم في مؤسسات شاملة بنظرة تقدمية، تشرك الشعب في تحمل عبء البناء الوطني.
و الديكتاتورية نوعان: نوع يبني ونوع يهدم، فأما الأول فتراه في زعيم يحيط به رجال صادقون، مؤمنون بأهداف واضحة ونافعة، ويضحون بأنفسهم من أجل ذلك، أولئك على علاتهم، ينتجون ما ينفع الوطن والمواطن، فلا يرتاح لهم إلا من شغله بناء الوطن، وتأمين المواطن، والدكتاتور في هذه، يحميه حراسه ودباباته، وليس هدفا عند الجماهير، باستثناء لوبيات الفساد والانتفاع المحرومة من ممارسة انتفاعها.
وأما النوع الثاني، فتراه في الفاشلين والمحبطين ممن أوصلتهم الأقدار للسلطة، ويستحوذ عليهم المنافقون والمتملقون، يفسرون عجزَه أخلاقا، وهدمه بناءً، وونقدَه خيانة، يستغلون نفوذ السلطة من دونه، ويرجعون هبة الدولة ومؤسساتها إلى أدوات فردية حقيرة لتحقيق النزوات وفق المزاج الفري السيء، والديكتاتور في هذه، تحميه طبقة المنافقين والمنتفعين على حساب الوطن ...
ترى، هل نحن فعلا في حالة ديكتاتورية، وإن كان الجواب نعم - وسيكون نعم لا محالة - ففي أي خانة نصف ديكتاتوريتنا؟