بنشاب: أكون خارج التغطية يوم السبت كما هو مثبت بأعلى الصفحة، وأول ما صادفني اليوم على وسائل التواصل الإجتماعي بيانا لإبنة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حول تدهور حالته الصحية، وكحقوقي رأيي في هذه القضية ما يلي :
في إحدى معارك المجاهد عمر المختار ( رحمه الله ) ضد المستعمر الإيطالي، أطلق أحد أفراد جيشه النار على أسير إيطالي لديهم فقتله، نهره عمر المختار قائلا ومستنكرا : " نحن لا نقتل أسرانا " فرد عليه الرجل : هم يقتلون أسرانا.
فقال عمر المختار كلمته الشهيرة الخالدة :
" هم ليسوا قدوة لنا ".
خلافنا ومآخذنا على عزيز كرئيس سابق شيء، ومواقفنا ورأينا حوله كسجين شيء آخر.
نحن نسعى لدولة القانون، حيث العدالة للجميع، المخالف قبل الموافق وللخصم قبل الصديق، فالظلم بلاء إن نزل أرضا عمها، وما تقبله لغيرك في المقام سيطالك يوما، إن أقررت به واعتبرته طبيعيا ( عن غير وعي بمآلاته ربما ).
" يرسل السجناء إلى السجن كعقاب وليس من أجل العقاب ".
عبارة لمفوض السجون البريطاني باترسون، كان يكررها مرارا، ويقصد بها أن حرمان المرء من حقه في الحرية ينفذ بحبسه في بيئة مغلقة. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون للاحتفاظ بالفرد تحت تحفظ الدولة آثار ضارة على صحته.
تواصلت قبل المنشور مع شخص ثقة لأعرف منه إن كان بيان السيدة أسماء من أجل إثارة عاطفة الرأي العام الوطني والضغط على النظام لإطلاق سراح والدها أو وضعه تحت إقامة جبرية بمنزله، أم أن الرجل صحته متدهورة فعلا كما حصل معه سابقا ولم يصدق أحد تدهورها حتى نقل للمستشفى وأجريت له عملية في القلب، فأجابني بأن حقيقة ما حصل كان الآتي:
" يوم أمس السبت، وصلت إبنة الرئيس السابق عزيز لمكان سجنه بمدرسة الشرطة صباحا كعادتها، فهي تجلب له فطوره يوميا، فطلب منها زوجها ولد امصبوع الذي نقل لنفس المعتقل منذ أيام، ألا تثير ضجيجا حتى لا توقظ والدها وبأن نومه أهم من الفطور كونه لم ينم إلا الرابعة صباحا، فقد تدهورت حالته الصحية مساء الجمعة وعانى من ارتفاع كبير في الضغط وبقي معه طبيبه الخاص يعالجه حتى الرابعة صباحا ، ولم يستيقظ والدها إلا بعد ساعات من وقت استيقاظه المعتاد " .
وكحقوقي أدين ما يتعرض له الرئيس السابق عزيز - كسجين - من انتهاكات لحقوقه التي نص عليها ديننا الحنيف ونص عليها دستور البلد وقوانينه كما المواثيق الدولية التي وقعت عليها موريتانيا وملزمة أخلاقيا باحترامها وتطبيق نصوصها.
وكحقوقي أطالب بمنح الرئيس السابق حقه في العلاج وظروف سجن طبيعية ( تفاصيل حقوقه كسجين في الصور )، فإن لم تكن الدولة مستعدة للإنفاق على حقوق الرجل، فاليتم وضعه في رقابة وإقامة جبرية بمنزله لتعتني به عائلته.
لا نريد صوفي آخر بأسلوب آخر.
الناشط و المدون / حسن آب