بنشاب : بعض الأحيان، يقف المرء عاجزا عن إدراك بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية، فهي تتجاوز المواقف السياسية واختلاف وجهات النظر، لتغدو عداء حقيقيا، يستبطن كل الطرق الخبيثة والمفتراة، للإيقاع بالإنسان في وحل الأكاذيب وعبث التحايل، متجردا من كل سمات الفضيلة واحترام مواثيق الشرف التي تسود وتسير علاقات المجتمع ...
طالعت اليوم هذه "التدوينة" المنسوبة للمسمى Vadili Raiss، ولا أزال أشك في نسبتها إليه، لما يتبين من جهل مركب في شكلها ومضمونها، ونسبته إلى من ادعى القضاء حتى طال به الأمد، ثم تقاعد في المحاماة، فاللغة رديئة والأسلوب أردأ، بغض النظر عن الأخطاء الإملائية والنحوية ...
أما بالنسبة لمضمونها، فيكفي القارئ أن يمر به، ليدرك - لأول وهلة - مستوى هذا النمط من الشخوص الذين يتصدرون المشهد اليوم.
سقوط هذا المحامي - والقاضي سابقا - في وحل المزايدات الذاتية، والتملق الذي انتعش فيه وبه، وازدراؤه واستهزاؤه بالقضاء وشرفه، وقياسه لمهن الشرف والكرامة بنزوات الأشخاص وميولاتهم، وتحامله ببذاءة وسوقية على الأفراد مستبطنا استصدار أحكام عدائية لاستفزاز الأفراد المفترض حمايتهم في رحاب القضاء، كل ذلك يجعل من هذا الشخص ماردا خارجا عن سلطة القانون وأصوله، وخارجا عن هبة ووقار القاضي والمحامي، وضاربا عرض الحائط بالاحترام الاجتماعي والأخلاقي، وهو بفعاله سفيه، والسفيه إذا لم ينه فهو مأمور، ونحن في ساحة تعج بالسفهاء، فإن لم نتعامل معها بحكمة ورزانة، طفقت بما لا تحمد عقباه.