سقوط أسطورية حماية المؤسسة العسكرية لأبنائها —————-

ثلاثاء, 24/01/2023 - 19:37

بنشاب : كتبت أيقونة الدفاع عن المظلومين و المهمشين و المضطهدين، ظاهرة الحرف و صاحبة القلم الذهبي الماجدة  ,Azize Barnaoui: 

قادة القوات المسلحة، ضباط المؤسسات العسكرية، أصحاب الرتب العالية و النياشين السامية في الجيوش المحلية،  و في البلدان العربية و الافريقية، لطالما كان وصولكم إلى سدة الحكم عملا خارجا عن دائرة مهامكم، و استيلاءً على حق المدنيين في تسيير بلدانهم، و صناعة الشعوب لمصيرها.

و قد مكث صنم هيبتكم طويلا، محفوفا بشعارات المبادئ و الوفاء والتضحية و التعاضد و التضامن، و تقديس المضحين في سبيل رفعة الكيان العسكري، وخدمة قدسيته و صون هيبته، وتمتع المتقاعدين و الرؤساء المنحدرين من رحم العسكرية بحقوق و حماية ورمزية، امتدادا لهيبة البدلة العسكرية و شرف تأبط البندقية. 

لكن وكما هو حال كل الكيانات الاجتماعية والتنظيمات السياسية والثقافية العريقة، لابد من إركاع تماثيل التأليه و أصنام التقديس طال الزمن أو قصر، فتتناثر الأسرار المكنونة و تذاع الكواليس المصونة و يضمحل الوهم. 

وهو ما كشفته سلسلة استهداف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، أقوى رئيس عرفته موريتانيا ، و أشرس قائد عسكري ميداني عرفته المنطقة في مواجهة الارهاب و النزاعات الإقليمية والمحلية، وأكثر ضابط خدم بإيمان وإخلاص قضايا جنوده و حرص على صون كرامتهم و حماية أرواحهم. 

وقد أظهرت هذه الصفحة التاريخية السوداء من سجلات الاستهداف البغيض، نعومة يد الكيان العسكري المحلي، و تقليم المدنيين لمخالبه، وكسر صنم قيمه و مبادئ سلطته وقوة نفوذه، فتسليم جنرال متقاعد و قائد أعلى سابق للمؤسسة العسكرية إلى جماعات مدنية إنتقامية، تحفر في وجه هيبة ورمزية "القيادة العليا" وتقد البدلة العسكرية من دبر، تحاول نزع  نياشين الرفعة  والشرف عن منكبيها و استبدالها بحمالات صدر الوضاعة والتلفيق، هو نهاية مأساوية لروح العسكرية، ومعنوية الجندية، التي وفرت الحماية لضباط و قادة سابقين ارتكبوا جرائم إنسانية بشعة، ضد فئات بشرية أبيدت بشكل فظيع في فترات سابقة من عمر المؤسسة العسكرية الموريتانية. 

أما وقد ظهرت الروح العسكرية "بفلتر" سياسي لطيف، يتخلى أصحابه خوفا من المدونين عن رفقاء سلاحهم، ويزجون بقادتهم في كمين أعدائهم و يُدْبرون عنهم ذعرا من المواجهة فذلك سقوط لآخر قطع أسطورية القطاع، التي جعلت الكثير من الشباب الضباط يفضلون الهجرة إلى المكسيك، و البقية من غير أبناء الجنرالات يعانون التهميش كسجناء حرب لا كضباط شباب، تحملهم فورات الحماس و الشجاعة و الوطنية. 

وهذه المرحلة هي فرصة الشعب للتخلص من حكم العسكر و التصويت ضد كل من سبق له ارتداء حذاء خشن، واختيار رئيس مدني يمتلك مقومات القيادة.

و ليتفرغ الجنرالات و الضباط والقادة لتصفية الحسابات الشخصية بينهم، بينما نتفرغ كمواطنين لإزاحتهم عن كرسي النفوذ السياسي ونستعيد منهم الوطن الذي طالما اختطفوه.

#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر

#عزيز_البطل