بنشاب: ما تشهد الساحة حاليا ليس مجرد مخاض عسير لواجهة وطن طال مكثه في رحم المعاناة والألم بل هو ارهاصات مشروع يحاكم نفسه في العلن و امام اعين الجميع وخاصة تلك العيون التي عايشت الظلام في كنف الجمهورية ، فتكنولوجيا العالم وثقت من تناقضات النخبة السياسية ما ناء به كاهل الوطن وعجت به يوميات الاهالي سخرية وخجلت منه اجيال وستخجل منه لاحقا ،كما ان عجز النخبة المسيرة عن تقديم الحلول المطلوبة بإلحاح وما كرسته ممارسة اللامبالاة و نهب الثروات باسلوب قديم دون خجل او حسيب مؤشرات مؤلمة و محزنة على ان المشروع الوطني تعبث به أيادي ليست امينة وبما ان اكبر الملفات ما بعد العشرية هو محاسبة العشرية نفسها ، فإن اداء السلطة التشريعية كان هو القاصمة والشرارة الأولى في هشيم المشروع بعد أن جُفف نزولا عند رغبة السلطة التنفيذية التي اخترقتها عناصر دربت لتُوقع بين الحلفاء خصوم الامس و استغلتها عناصر ظلت تحت براقع التخفي و الطمع تنتظر عثرة القائد او نكوص الرفيق ولم تتردد في فسخ جلدها والتنكر لكل ولاآتها رغم أن كل المواقف موثقة و محفوظة بأمان وحياد .
اليوم ونحن نخجل من مشهد القائد المتهم في باحة قصر العدل ومن حوله يلتف لفيف دفاعه و من خلف الكل شعب يتنفس احراره الصعداء و الحسرة تلف المشهد ومن على منابر ومراكز قرار الجمهورية الرازحة تحت سيطرة من وصفهم ابناء الصالحين بمخازن القيم والاخلاق، تسرف السلطة في تزويد جيوش تجار تجزئة الحرف المهان وتنفق ببذخ على مداد ابى إ لا ان يسيل صديدا نتنا في حق رمز وطني اغضب العدو واثلج صدور قوم مؤمنين علمهم السلف الصالح ان النفاق حرام وان التذلل عند الحاجة جبن و مسكنة و اتصاف لا يبرر الغاية منه فالحق واحد و الحقيقة تزكيها الاشادة والتصريح بها و كتم المشاعر خصلة نفاق تنقص المكانة . هكذا رتبت كتائب الانتقام بالوكالة او نزولا عند اوامر النفوس المذنبة المريضة التي تعودت تسخير خير الوطن والاستئثار بموارده لإشباع غرائزها الحرام -- هكذا رتبت -- بدعة لجنة عقاب القائد الخارج عن سربهم المغرد ملئ حنجرته في ساحات الاحياء العشوائية وبين الجنود على ثغور الجمهورية و و تحت مآذن المحظرة المسموعة والمرئية بعد أن أشاحت السلطة التنفيدية ما تبقى من وشاح شعار الجمهورية الاسلامية الخارجة من معركة إعادة التأسيس رغم الهزات العنيفة التي هددت القصر و ساكنيه ورغم ما كُبت من مشاعر الغل والحسد المغلف بالخوف التليد أو كما نبأت به بعد برهة سجايا رفاق الدرب وجنود العشرية و فريقها الهادر خلف قائد الأمس الغادر به اليوم المتأبط خناجر من فتاوي تجيز أكل لحم الأخ حيا او تسكت عنه سكوت الرضى والتزكية .
ورطت السلطة التنفيذية السلطة التشريعية وكافأت كل من يقول سوءا في الضحية او ينهش عرض اسرته الصغيرة الغض او يتطاول عليه وقد حرمته حق الاستفادة من قانون ودستور الوطن و هددت كل من يتعاطف معه لكن عناية السماء جعلت نار حقدهم بردا وسلاما رغم كل فعل صغير صادر باسم الجمهورية او تحت عباءتها القزحية البالية المنهكة رغم حداثة نسجها ورغم تعدد نُسًاجها وخبث بعضهم . هكذا انصرمت الاربع الأوًل من من مأمورية الخلف المزكى والمعد بعناية وهكذا وصلت فلول المعتدين باحات قصر العدل ورغم مخاوف اصحاب الإختصاص المعلنة بوضوح فإن آخر الحلتقات تعد في قاعات المحكمة ، فهل تنقذ السلطة القضائية ما تبقى من هيكل النظام المنهك المترهل ... ؟ أم ان الفصل بداية معركة يحاول قادتها حرق سفن العودة الى الحق او توفير قوارب النجاة و الانتصار لوطن برزت عيونه وشحب لونه و ضمرت بطون اهله و فار تنور حكمائه وهم ينتظرون الخروج الآمن من عنق زجاجة متصدعة بيد سكير سكت عنه سيده وامده ندماؤه و اتخست اقداح منجميه .
الرصاصة لا تزال في جيب المتهم إفكا وبهتانا و القوم يدركون انه من نخبة الرماة وانه احتمى بالجبل ولا مناص من الاصغاء لمطالب الشعب والوطن واحترام التاريخ و القضاء وحده من يملك فرصة نزع الفتيل بالحق لا بتأكيد الظلم والشعب شاهد ورقيب
سيدي عيلال