بنشاب : خلال زيارته للمكان المخصص لعرض الصناعة التقليدية ، يوم اعلان انواكشوط عاصمة للثقافة الاسلامية ، حاول رئيس الجمهورية ( ولم يوفق ) إعطاء صورة عن اهتمامه بقطاع الصناعة التقليدية وبالصناع ( الشريحة المهمشة تاريخيًا) ، وقدم جملة من الملاحظات ، اعتبرها البعض ( ومنهم أنا إساءة ) واعتبرها مطبلوا النظام ومتملقيه نصائح وإرشادات ، وأحسن ما في الأمر أنهم لم يستطيعوا تكييفها أكثر من ذلك .
لم ينتبه الرئيس ولا مستشاروه لجسامة الخطأ الذي ارتكب حين قارن صناعة تقليدية منسية وأهلها منسيون ومهمشون ومقصيون ، بإنتاج الصناع التقليديين في الجزائر ، والمغرب الذي تحترم نفسها وتحترم تاريخها وصناعتها وصناعها ،المغرب التي تخصص مقعدا برلمانيا للصناع التقليديين ، المغرب التي تدعم الصانع التقليدي وتوفر له المحل والأدوات والوسائل اللازمة ، المغرب الذي يخصص جائزة سنوية باسم الملك للمبدع التقليدي ( صنعة بلادي ).
قبل الإستهزاء بالصناعة التقليدية الوطنية ، أو الغيرة عليها وتقديم "النصائح" للصناع ، وتذكيرهم : إساءة واستهزاء واستخفافا ، ب ( التفلفيش) ألم تستطع أن تدرك حجم معاناة هؤلاء الأبطال ، ومقدار تضحياتهم الجسام ، وصبرهم المضاهي لصبر أيوب ، على الكد والنكد وضعف الدخل ، وإهمالكم سيدي الرئيس وتهميشكم لهذه الشريحة ، بعد أن أحست خلال عشرية البناء والعطاء ب " الإنصاف " والمشاركة والإهتمام من طرف سلفكم المظلوم والمقهور ؟
كيف تطلب مجاراة عمل صناع الجزائر والمغرب والسينغال من أناس لا حول لهم ولا قوة ،ولم يستفيدوا مقدار حبة من خردل من نظامكم "الفاشل " في كل شيء ؟
سيدي الرئيس هل يحظي الصانع التقليدي في موريتانيا بإهتمامكم ، وهل يستفيد من دعم الدولة في أي مجال ؟
إذا كانت الصناعة التقليدية في دول الجوار أبهرتكم بجمالها ونظافة أيادي صناعها ،فإن انظمة تلك الدول قد أبهرتنا نحن أيضا بسخائها ودعمها واهتمامها بالصناعة التقليدية ، والصناع التقليديين.
( الل امشگر شي ادير شي افبلو)...