بنشاب : #سندريللا_مرهج: قرأت مقالةً اليوم في إحدى الصحف الإلكترونية الموريتانية مفادها أنّ إحالة رئيس جمهورية للمحاكمة بتهمة "فساد" سابقة مهمة في موريتانيا وهي تنبئ بالخير، كما ذكر الكاتب، لكن احالته للمحاكمة دون معاونيه أحبطت الناس الخ… استوقفتني هذه المقالة لجهة أهمية تأثير الإعلان والاعلام والدعاية والاجراءات الرسمية سواء محقّة او باطلة او متخبطة بالمغالطات والمغالاة على الرأي العام في بعض المجتمعات العربية. باتت في قضية الرئيس عزيز، تتصدّر المشهد الاقلام والافواه المطالبة بالمحاسبة والمعاقبة وتغيب تلك المتمسكة بمعرفة الحقيقة؛ لا بل اكثر من ذلك، أصدرت بعض الجهات الأحكام المبرمة، وكأن ّالمحاكمة القضائية لا جدوى ولا طائل منها، اذ الحكم صدر وعنوانه "فساد العشرية " بتوقيع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز . أعزائي وأحبائي ومتابعيني في لبنان وموريتانيا والعالم العربي وأبعد...وبموضوعية، إنّ قضية الرئيس محمد ولد عبد العزيز بوقائعها واجراءاتها القانونية لا شكّ انها سابقة ولكن ليس في "مكافحة الفساد " التي تتطلب اجهزة متخصصة تحقيقية، والمقصود بالتخصص، حيازتها على شهادات اكاديمية وعلمية وثبوت خضوعها لدورات تخصصية امام مراجع امنية وقضائية واكاديمية دولية بموضوع مكافحة الفساد كما تشترط اتفاقية الامم المتحدة. مكافحة الفساد تفترض تدقيقات جنائية معمقة تخلص بتقارير محاسبة تحدد الارقام والجهات المسؤولة وعادة تعمد الحكومات الى التعاقد مع شركات اجنبية متخصصة بالتدقيق المالي الجنائي تعمل على مدى سنوات في البحث بسجلات الوزارات ومقارنة الحسابات ولا تقلّ قيمة التعاقد معها عن ملايين الدولارات. إنّ مكافحة الفساد أمام المحاكم، واصدار الاحكام العادلة لا تقف عند حد اقوال الشهود و "القال والقيل " المعروف عنها اصطلاحاً في العلم الجنائي "عطف جرمي"… ولا تقتصر على محاكمة شخص وحتماً لا تنتهي بجلسة ولا حتى بدورة والعدالة تقضي باستبقاء المتهمين احراراً لحين اكتمال جمع الادلة حرصاً على قرينة البراءة لا سيما اذا كانوا رموز دولة.
وهذا طبعاً في الدول التي تحترم حق الدفاع والمقاضاة المصونين في شرعة حقوق الانسان. ما يحصل نعم،سابقة حقوقية -دستورية عبثية في النضال الدولي لاحقاق العدالة الجنائية وسيكون لي موقف تفصيلي منها في مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة، واني شاهدة والتاريخ سيشهد أنّ مَن حفر حفرة لاخيه يقع فيها. .. إلّا اذا تعبّدت واستقامت الطريق. وشكراً.