بدأت التعهدات فاقعة اللون.. مذهبةً منمقةً بشتى أنواع المحسنات، تُذهب لُبَّ الناخب المتعطش للتطور و الازدهار والإنجاز، لكنها لم تبرح كتابها بعد تسلم فخامة الرئيس للحكم، وظلت مختزلة في الخطابات الفصيحة و اللقاءات الودية والاستقبالات الأسبوعية للمعارضين و المجمعين و المؤيدين، ثم تحولت إلى سلسلة لا متناهية من الشعارات المذيلة ب(تي) "خدماتي" "أولوياتي" "أولوياتي الموسع" إلى آخر تلك الفصيلة من المتاهات المعينة للمسؤولين على التأمل و التمول و للمحرومين على تسريع انفجار قلوبهم المكلومة..
ظلت ميزانيات الدولة مرعى خصيبا للمنومين و المبررين، منقسمة هباء بين التوعية بمخاطر الأوبئة و تنويم الشعب عن مخاطر الفساد وسوء التسيير ..
ثم تحول النظام إلى صفحة افتراضية تتعاطى مع الشأن العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجمع اللايكات و تجامل المتابعين و تهدد المخالفين و تحصد "صداقات" السياسيين، تتسابق مع المنصات للسبق الاخباري، لدرجة تقديم رئيس الجمهورية للعزاء في منقبين عن الذهب، انقذ أحدهم بعد ذلك بيومين..
نظام يعلن عن مشاريع صورية و تدشينات وافتتاحات تموت كواليسها بعد انتهاء جلسة التصوير كالجسور و المدرسة الجمهورية و الشركة الوطنية للتموين و الهيدروجين الأخضر و الكبريت الأحمر و المسحة الأخلاقية و الفسحة الانتقامية و الحوار و الأيام التشاورية!
و أخيرا مرحلة القطيعة: (لَهْجَارْ) وصلنا إلى مرحلة إعلان غضب فخامة الرئيس من أداء حكومته و غضبه من تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود و صولا لمقاطعته لشعبه إعلاميًا حتى على مستوى تقديم العزاء..
وفي النص التالي ضالة لكل من يتذوق الأدب الحساني الزلال:
اذْكَرْ لي صَاحَبْ لِ عَتْرُوسْ @@ أزُوزَالْ امْعَدَّلْ حَبُوسْ
وَصْفُ وصْفْ امْنْ اشْيَاهْ المُوسْ@@ والعَتْرُوسْ اعْگَبْ حَوْلِيَّ
والحَوْلِيَّ عَگْبَتْ مَعْسُوسْ @@ اعْلِيهَا وَلَّاتْ اجْدِيَّ
واجْدِيَّ عَگْبَتْ فاغَيَارْ @@ وأغَيَارْ اعگَبْ فأوگِيَّ
ءُ لُوگِيَّ عَگْبَتْ رَاص اهْجَارْ@@ كان الله وبَقِيَّ