بنشاب : دشنت وزارة الداخلية عهدا جديدا من الانتكاس والتراجع في المكتسبات الديمقراطية لم يسبق له مثيل في تاريخ دولتنا الحديث، والذي قدمته إشعارا بتهنئة العام الجديد 2023، وإظهارا لملامح مشروع الدولة البوليسي المتصاعد والمتنامي خارج النظم القانونية والدستورية المعمول بها ...
أنا لا أتكلم عن البناء النفسي لمعالي الوزير، فتلك جبلة يخلق الله عليها عبده ولا دخل لنا فيها، ولا هو يستطيع تغييرها إلا للحظات منتهية، ولا أتكلم عنه في تاريخه الوظيفي وخصوصا الدبلوماسي، فتلك ملفات تتعلق بمفتشيات الدولة وأحكام القضاء، ولعلها من أهم ما يستبطن من مواقف ضد #عزيز، ولا أتكلم عن علاقات ظاهرة أو باطنة مع دول أجنبية استفادت من رخص صيد كانت معطلة، كل ذلك شأن حكومي يحدث في كواليس الأنظمة بشكل أو بآخر، وتتم تصفيته تارة بطرق تقليدية، وطورا بطرق متطورة.
الذي يهمني، هو انتشار الأفعال الباطنية في الشارع والتأثر السلبي للمواطن بها عاجلا أو آجلا ...
لم يكن وصوله لوزارة الداخلية من محض الصدف، بل لتمرير مشروع تدميري لاستتباب المد الديكتاتوري في أحدث صوره، سواء كان بالقمع البوليسي بلا بردعة ولا فائدة، أو كان بتغيير وجهة صوت المواطن سواء بالحالة المدنية أو اللجنة المستقلة ( أو المستغلة) للانتخابات ...
يهمني كذلك، قراءته المبتسرة والارتجالية للساحة السياسية واتخاذ مواقف بعيدة كل البعد عن الحكمة والتؤدة، لأن آثارها السلبية أكثر وقعا عليه وعلى النظام من المستهدف بها، كالغبي الذي يسقط في حفرة جهزها بنفسه ...
يهمني كذلك، هذا التلاعب الغبي والمكشوف بالقانون والدستور، فما القانون الذي أباح مهرجان #أنواذيبو، ومنع مهرجان #روصو؟ إلا أن تكون زيارة #غزواني لكل من نواذيبو ولعيون، تستوجب إعادة النظر في إباحة مهرجان نواذيبو وتحريم مهرجان روصو، وتلك من تقديرات الدولة ومنظريها.
وأي قانون يمنع حرية تنقل المواطن على التراب الوطني وهو في حالة حرية غير مشروطة؟
لا عليك سيدي الوزير، لا تعبأ بكل هذا، وادرج فعالك في خانة " هبة الدولة" كما يفعل الديكتاتوريون الفاشلون عادة، ولكن المؤكد أن للتاريخ وقفات لا يرحم فيها أبطال المسرحيات الذهنية مهما أجادوا التمثيل وأدوا الأدوار الموكلة إليهم على خشبة المسرح، لكن النص المسرحي ينتهي، ويعود الممثل لدوره الواقعي شاء أم أبى.