بنشاب : تابعت المقابلة التي جرت بين الطالب ولد عبد الودود وسيدي محمد ولد محم ، لاحظت أن الأخير وقع ضحية المفاجئة فقد كان غير متوقعاً لدخول ولد عبد الودود المقابلة ، الأمر الآخر الصحفي يذكرنا بصحافة المسرح المدرسي ، لاعلاقة له بصحافة ولاحتى الحوارات أقرب هو إلى الصحفي الساخر منه إلى الصحفي المهني.
"جالك الموت يا تارك الصلاة" ، عبارة مصرية تشير إلى مفاجئة الموت لمن لم يكن قد أعد له عملاً صالحاً..هي أحسن ما يمكن أن نعبر به عن الصدمة التي تعرض لها ولد محم أثناء دخول ولد عبد الودود عليه ، لغة الجسد كشفت كل شيء الطالب ولد عبد الودود كانت عيناه غاضبة وعلى وضعية الانقضاض يداه يحركهما تماما مثل مخالب المفترس .. ولد محم قد ظهر مستسلما لمفترسه حتى جسديا وأظهر كذلك وجهه نوع من الخجل التقليدي وهو كيف يسمحون لي بنقاش قريب اصغر سنا وهو يكسر معنا كل الحواجز الأخلاقية المعروفة لقد عبر عن تلك المسألة لاحقاّ بشكل واضح ، كان خيار ولد محم هو آخر ما يمكن أن يعالجه لم ينسحب ولكنه وضع نفسه في حالة محرجة فتبريرات تكون في الغالب مع نقاش قابل لتحليل والتأويل ، لكن أمام معلومات مباشرة وخصم غير متردد وشرس هجوميا ولفظيا ودون أستعداد منهجي ليس أمام الرجل خيار غير الرجوع الى تقاليد الخطاب وشكلياته في التوقف عن الاجابات ، فيما يخص معلومة قطع الانترنت هي معلومة صحيحة ولكن ما تجاهله ولد محم هو أن المتظاهرين هاجموا مفوضية لشرطة وغيرها بحثا عن الأسلحة ، لقد كانت تلك المظاهرات ذات الطابع العرقي بعد انتخاب غزواني خطراً أمنيا حقيقيا في تلك الفترة ...المقابلة عموما كشفت إفلاس الخطاب التبريري التقليدي مع أعظم منظريه وهو ولد محم ،وأظهرت إنتصار خطاب النقد الشعبوي مع منظره الأول الطالب ولد عبد الودود ، لقد كانت هي نهاية ولد محم السياسية ، وهي نهاية مؤسفة ولكنها على الأقل على يد من له الحق في العاقلة ..
هذا مايخفف المسألة أو كما قال ولد محم:
"خلو بين انا وقريبي"....
#رومليات_يومية
رومل البيظاني