الإعلامي الداه يعقوب  يكتب  عن حضور الرئيس محمد ولد الغزواني لقمة واشنطن

سبت, 17/12/2022 - 20:51

بنشاب : الآن وقد انتهت القمة الأمريكية الإفريقية، وغادرت الوفود بما فيها ولد الغزواني وحارسه ولد علوات وبقية الوفد الرئاسي. هذه معلومات ودروس مستخلصة من هذه القمة من المهم لنا كموريتانيين أن نتمعن فيها.    
• أولاً، هذه القمة هي جزء من حسابات أوسع ترتبط بالتنافس على إفريقيا والعالم بين أمريكا من جهة والصين من جهة أخرى، وبدرجة أقل روسيا  ولكن مهمة.

كانت الصين بدأت قممها مع إفريقيا منذ 2004  وعقدت منها ثمان منذ ذلك التاريخ. بالنسبة لأمريكا، لم تبدأ هذه المبادرة إلا سنة 2014 ، والقمة الحالية هي الثانية من نوعها. أما روسيا فقد بدأت عقد قمم روسية-إفريقية منذ 2019 وبدا تأثيرها الديبلوماسي جليا من خلال تصويت الأفارقة في الجمعي العامة للأمم المتحدة في قضية أوكرانيا.                 
 كيف تم التعامل مع وفدنا من طرف الإدارة الأمريكية؟ جزئية بسيطة تختزل الموضوع: إلتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظرائه وبعدد عدد كبير من الرؤساء الأفارقة منهم رئيس الصومال والنيجر والبنين والكونغو وطبعاً السنغال الجارة.                               بالمقابل  لم يجتمع  بلينكن لا مع الغزواني ولا مع وزير خارجيته بل إكتفى الأمريكان بترتيب لقاء لولد مرزوك مع مساعدة وزير الخارجية المكلفة بالديموقراطية وحقوق الإنسان...      
• ماذا جنت بلادنا من القمة؟ لا شيئ. وكان حضورنا غير طاغي فيما جلس بعض الرؤساء الأفارقة على المنصة الرئيسية للحديث عن تحديات الأمن والسلام والتنمية، لم يشركوا بلادنا رغم جوارها المباشر مع مناطق التوتر ورغم غياب مالي وبوركينا فاسو من القمة أصلا بسبب الإنقلابات. إعتبروا أن السيد بازوم، وماكي صال أكثر كفاءة وجدارة للحديث في  جلسة تفاعلية علنية. بل إن بعض الرؤساء توجهو للحديث أمام عدد من ال-Think Tanks   مثل مؤسسة بروكينغس والمعهد الأمريكي للسلام وغيرها، ظهر غزواني وهو يستلم جائزة عن المناخ من طرف جهة مغمورة...يكفي الإنتباه للأصداء الإعلامية المعدومة لهذا الحدث "الجلل".       


• تم إدراج بلادنا في برنامج مؤسسة تحديات الألفية ولكن ضمن الدول التي يمكن لها الإستفادة من برامج دعم الدمقرطة والحكم الرشيد لتكون مؤهلة -إذا وفقت إصلاحاتها- لبرنامج دعم النمو الاقتصادي الذي اعتبرت السنغال مؤهلة له تلقائيا...    
• أخيراً، برهن الحضور القوي لبعض النشطاء المعارضين على مستوى الغضب والحنق والخيبة وقد ألقى نشاطهم بظلاله على كافة الزيارة، ومهما قيل فإن نشاطهم كان الحدث الأبرز وليست زيارة غزواني في حد ذاتها. وقد أظهر هذا النشاط تدني مستوى الديبلوماسية الموريتانية، وروح الهواية والإرتجال   التي طبعت تنظيم زيارة الرئيس من ألفها إلى يائها.                        
•  لم يحظ غزواني حتى بجلسة مع بلينكن ثم فوجئ الوفد الموريتاني بحضور النشطاء عند مقر إقامة الرئيس  وهو مؤشر خطر على  شعبية غزواني ومستوى الغضب من أداء النظام .

في قاعة المؤتمر، بدا الوفد الموريتاني تائها ضائعا دون طاقم تنظيم ومرافقة وهو ما مكن النشطاء من الإنفراد بشخصيات سامية من الوفد في مشاهد يعتبرها أنصار السلطة قبل غيرهم محرجة حتى لا نقول أكثر.                                                                                            لم تتمكن السفارة من حشد أكثر من عشرة أشخاص لم يبد أنهم معتزون بالظهور، واضطرت التلفزة لقطع الصوت الذي كانت تطغى عليه أصوات محمد بوي، والحافظ وكماش.                    
 أخيرا كان  الأمريكيون شهوداً على تهور حارس الرئيس وعدم انضباطه حيث أوشك على الذهاب إلى السجن بسبب اعتدائه على سيد ولد كماش..لايهم إن كان سافر مع الرئيس عائدا إلى نواكشوط. مايهم هو أن الأمريكيين كانوا شهودا على مشهد يلخص كيفية تعامل قوى الأمن مع المواطنيين في بلدنا..."إذا كانوا يعتدون عليهم في واشنطن، فهو بكل تأكيد ديدنهم في نواكشوط".                            
على غزواني مراجعة طاقمه وتقديم حلول سريعة لمشاكل البلد  ويجب استخلاص دروس مفادها  أن ثقافة الستينيات التي يحكم بها ول لحويرثي لاتتماشى مع العصر ثقافة السجن والترهيب والعين الحمرة .