بنشاب : نثمن الزيادة الزهيدة على الرواتب، و لو أنها لا ترقى للتطلعات و لا تتماشى مع الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأساسية، ولا تبرر صرف آلاف المليارات خلال سنوات المأمورية دون تحقيق إنجازات مهمة، لكننا رغم تواضع المجهود الذي أطل علينا به فخامة الرئيس فجر اليوم في خطاب الثانية صباحا نشكره له، فقناعتنا التي تجبرنا على انتقاد فشل نظامه تدفعنا كذلك للإشادة بمجهوده الإيجابي ولو قل!
وليس من المنصف أن نبقى متمسكين بالمستوى العالي من التطلعات لإنجازات عظيمة كالتي تعودنا عليها في الفترات السابقة، مادام فخامة الرئيس الحالي رضي لنفسه ولنظامه بمستويات أقل من الإنجاز، واكتفى بسقف منخفض يتحدث تحته عن بناء فصل دراسي و ترميم آخر، وتسويق مشاريع ظلت لسنوات مجرد شعارات كمشاريع التنمية الحيوانية و مصانع التدجين و التفريخ و بناء الجسور و غيره من الشعارات التي كنا ننتقد تقصير الحكومات في انجازها، ظنا منا أن الرئيس غير مطلع على الفشل المخيم عليها وعدم وجودها على أرض الواقع.
أما وقد تبنى فخامة الرئيس كل تلك المشاريع والإنجازات الوهمية، فذلك يوضح أنه رضي به مستوى مقبولا لنظامه، و لا فائدة من محاولة لفت انتباهه إليه، ما يجعلنا اليوم مطالبين بسحب كل آمالنا الكبيرة من هذا النظام و الاكتفاء باليأس في إصلاحه، ما يجعل من زيادة زهيدة على الرواتب في ظل غلاء جنوني للمعيشة مناسبة للإشادة..
فهذا على ما يبدو هو مبلغ جهد الرجل و قدر سعيه، وقد طالبنا أنصاره مرارا بإنصافه حين نقارنه بإنجازات سلفه خلال سنواته الأولى في الحكم، ولكنني شخصيا لم استوعب قصدهم قبل خطاب فجر اليوم، شكرا لكم فخامة الرئيس على خطابكم التاريخي، واعذرنا فقد حملنا التطلع إلى مطالبتك بما ليس في استطاعتك وبذلك كنا غير منصفين.
#ملتزمون_من_أجل_موريتانيا_موحدة