بنشاب : هجوم جماهيري غير مسبوق على الأعراض، والتهام جماعي وحشي للأحشاء الداخلية للأفراد، حملات مضغ بأنياب الضغينة و الغل لكل ما تجلبه صنارات التجسس على المجالس و الاختراق لحرمات الناس، بالإضافة إلى ذلك التوهج الذي يعلو القلوب مع كل فضيحة كبيرة كانت أو صغيرة، خاصة إذا كانت المتضررة إمرأة، إذ لا يهتم اكثرهم _نساء/رجالا _بفضائح الفساد و النهب والسرقة و العهر المشترك و الفسوق المتسارع، لكنهم يتهللون و ينتصبون بطاووسية الميثالية و القدسية حين يبث فيلم هابط أو تتسرب صورة لصدر أو ساق فتاة، ساعتها فقط تنتفخ أوداج الرجولة بأوهام الغيرة على حرمات المجتمع!!
حماة الشرف أين كانت حميتكم وأنتم تتناقلون مقاطع الفاتنات على وسائل التواصل الاجتماعي، بتشجيع باذخ و تتغزلون بهن و تحثوهن في العام و الخاص شعرا ونثرا على إبداء المزيد من أنوثتهن !! ؟
أين كنتم قبل استنكاركم لانتشار المتشبهين بالنساء و الهاربين من عدالة الطبيعة عندما صنعتم منهم مؤثرين في المجتمع، متحكمين في السلطة، حاضرين على قوائم التشريف و التبجيل في كل لحظاتكم المقدسة: يخطبون في كل مناسباتكم.. يباركون حفلات الزواج، يباركون مواليدكم و يفتتحون نشاطات تتويج قادتكم، يتقدمون نواصي مجتمعكم النبيل، يغرفون من الأموال و زخرف الدنيا ما لا تمنحون لأيتامكم و أرامل شهدائكم الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنكم!!
لماذا قبل استنكاركم لمحاولات الانتحار كنتم تأكلون لحم اخوتكم، وتضحكون على آلامهم وترقصون على جراحهم، تتنمرون على شرائحهم.. ألوانهم.. تدينهم.. قناعاتهم.. أشكالهم.. أحلامهم.. نمط عيشهم.. مشاكلهم العائلية و أمراضهم البدنية والنفسية!!!؟
من منحكم الحق في تقرير مصير الفاسق، من أنتم حتى تغلقوا دونه أبواب التوبة لتسمونه بوسم العار مدى الحياة وبعد موته تورثونه ذريته؟!
لماذا تسعدون بعمق بسقوط إحدى بناتكم في حفر الخطأ و تحملون فضيحتها في أطباق السنتكم تجوبون بها فسحات الأزمنة القادمة، بينما تضيق بكم الأرض بما رحبت حين تتسلق أخريات جدران النجاح أو تحاولن المشي على جمر الجد و التميز.. إذ تنقلبون على أعقابكم تسخرون منهن و تشككون في قدراتهن، تتهامسون بينكم بأحاديث الإفك و الافتراء، تسقون شعوركم بالنقص بمحاولات النيل من شرفهن و تلطيخ أعراضهن، تشيدون بحقير إنجازاتكم وتجحدون عظيم نجاحاتهن، لا لسبب سوى إشباع شهوة مضغ أعراض النساء والتشهير بهن سواءً بالتلفيق أو بالحقيقة!!