بنشاب : يصدر العتاب كإنذار عاطفي، تخفي ثناياه _اللاذعة أحيانا_ آمالا كبيرة في التصحيح أو التغيير أو الإعتدال، و حين يغيب يكون ذلك لعدة أسباب كلها تترجم انقطاع أنواع و أشكال تلك الآمال مهما كانت طبيعتها.
و يوضح التصريح الأخير لفخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز _الذي تعمد خلاله عدم اتهامه لفخامة الرئيس الحالي باستهدافه، إنما اتهم بذلك عدة أشخاص كان قد واجههم سياسيا في فترة حكمه_ شعوره بعدم قدرة فخامة الرئيس الحالي على التأثير، ليس فقط في الملف الكيدي للعشرية، إنما في المشهد الوطني و الدولي بصفة عامة.
إن ردة فعل الرئيس السابق على ما تعرض له من استهداف خلال فترة حكم صديقه السابق، الذي سلمه السلطة بطريقة سلمية، و عدم تحميله إياه مسؤولية ذلك، دليل مخيف على عدم تحكم ولد الغزواني في تسيير الدولة، وتغييبه عن مراكز اتخاذ القرار، رغم انتخابه و جلوسه على كرسي الحكم، وإن صح ذلك يكون ولد عبد العزيز مسؤولا عن هذا الوضع، بسبب اختياره و تنحيه عن السلطة لشخص لا يتمتع بالقدرة الكافية على تسيير الشؤون العامة بصرامة و حزم..
ومهما اختلفت القراءات لهذا التصريح، فإن نظرة ولد عبد العزيز بعدم أهلية صديقه لنديته، وتأكده من عدم قدرته على قيادة معركة الإستهداف التي تعرض لها، و إظهاره ما يشبه الشفقة عليه من تصرفات و مخططات أعوانه، مؤشر محبط لنا كمواطنين نجهد أنفسنا في معاتبة الرئيس الحالي على ما نعانيه من بؤس و غلاء وشقاء في فترة حكمه، إذ يتجلى من نظرة سلفه له استخلاصه لعدم قدرة الرجل على التأثير في من يفترض بهم أنهم أعوانه و أتباعه، ما يعني انقطاع الأمل في تحقيق التعهدات أحرى الإصلاح و محاربة الفساد!!
فلا يعرف الرئيس إلا رئيس سابق يعرف جيدا صلاحياته، و لا يعرف الصديق إلا صديق سابق خبره لمدة عقود من الزمن! و بقي الله وكفى.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر