زميلتنا لاله.....هل من مثلها اليوم لقول كلمة حق...

أربعاء, 19/10/2022 - 09:18

بنشاب : نشر الأخ عبد الباقي العربي على صفحته هذه الصورة لسيدة معروفة لدى ساكنة انواذيب منذ سبعينات القرن العشرين: كانت لال بنت بوكزان، رحمها الله، امرأة مناضلة مسكونة بحب الوطن لدرجة أنها اختارت لنفسها لقب بنت ابلادي.. كانت تحضر المناسبات الوطنية وتقف في الصف مع الجنود لتحية العلم وكانت توفر السقاية وتجلب الحليب للعطشى حتى اعتاد البعض المذق (ازريك) الذي تريقه بلا حساب.. كانت تعطف على السجناء وكان بيتها مأوى لبعض من لا يجدون سبيلا حتى اعتبرها البعض قديسة لما تقوم به من أعمال البر.. 
كنا مرة في جلسة بقصر العدالة وكانت القاعة مكتظة ولكن بنت ابلادي دخلت من الباب الخاص المحروس ومرت من خلف القضاة ومسحت على رؤوسهم بمسبحتها وكأنها تعيذهم .. تقدمت بهدوء حتى نزلت من المنبر فأفسح لها المحامون مكانا متقدما في كراسيهم وجلست تتابع مجريات المحاكمة الجنحية بجدية واهتمام.. عندما اقتيد أحد المتهمين تعرفت عليه لاله: كان شابا يافعا ويبدو أنه كان أحد نزلاء خيرية بنت ابلادي التي انتفضت قائمة وقدمت في الدفاع عنه مرافعة لافتة اتسع صدر رئيس المحكمة، الذي لم يكن يتساهل في حفظ نظام الجلسة، لسماعها.. كانت مرافعتها ملهمة لنا في الدفاع وتركزت على الأسباب الاجتماعية للجريمة.. وعندما تناول الأستاذ عابدين ولد التقي الكلام، من بعدها، استهل مرافعته بالقول: مثلما قالت زميلتي لاله.. 
رحم الله لاله بنت بوكزان وأسكنها فسيح جناته وقيض لبلادنا من أبنائها وبناتها من يقدر الرموز الوطنية ويحترمها.