في الوقت الذي يبحر فيه وزير الداخلية نحو المجهول علي متن سفينة الوطن التي امعن في خرقها بعد ان جمع فيها دون استثناء كل المفلسين سياسيا واخلاقيا من الذين يدعون وصاية على هذا الشعب المنكوب .. وصاية اثبت التاريخ زيفها يوم باعته أغلبية مقيتة باسم الولاء غير المشروط ومعارضة نتنة مقابل اكتتاب زعمائها برتبة طبالين احتياطين في بلاط نظام يدمن الإجماع علي استرخاص المواطنين، تم تداول صورة للرئس الرمز وهو يقف على سرح من إنجازاته الخالدة في عمق ولاية ادرار بكل ثقة ، بعمامته البيضاء التي امست شعارا للصمود و الكبرياء بعد ما يربو على سنة من الاعتقال التعسفي على ذمة التضييق ، سنة ونيف انتهك فيها الدستور ومرغ فيها وجه العدالة بالزبالة من طرف نظام لا يستحيي واستنزفت مقدارات البلاد باسم مكافحة الفساد وحسن التسيير ودمرت المنظومة الأخلاقية للمجتمع وضاعت الطبقات الهشة في متاهات الإهمال و النسيان واستحال الأمر بالمعروف إلى معازف لتمجيد المنكر والتسبيح باسم راس النظام ، صورة تحمل رسائل عديدة ، اولها وباختصار ان مشاريع البناء والتشييد ابلغ واجدر بالبقاء من السير في نعش الوطن وتشييعه باهازيج التسويف و مواكب الفشل ، وثانيها ان الرمزية لايمكن انتزاعها بسن القوانين الرجعية وسجن الأحرار وتشريدهم بل هي شعور عفوى يستوطن روح الجماهير كلما نالت الرعاية المستحقة والوقوف في صفها وقد كانت من نصيب القائد دون منازع.
لقد غاضت بحيرات النفاق والتضليل فما عادت تطعم خبزا وابتلع المرجفون ألسنتهم في خجل وانحسرت حشودهم ومرجعياتهم لتختفي إلى غير رجعة . والرسالة الثالثة ولن تكون الأخيرة فقد وجهها إلى خصومه ان لا تراجع عن حضوره في المشهد السياسي وذلك من خلال اتصالاته المتكررة و اجتماعاته بقيادات الأحزاب والتنظيمات التي تدعمه دون قيد أو شرط و تتبنى فكره وخطه النضالى رغم كل التحديات .
اليوم يسافر القائد الرمز للإطمئنان على صحته بعد محاولات الاغتيال الدنيئة داخل السجن وخارجه وسيعود بإذن الله سالما معافى لتتكسر نصال الباطل على دروع الحق وتمطر السماء نورا ونصرا وعدلا.
لم يعد القائد يحتاج إلى مؤتمرات صحفية أو مهرجانات سياسية للوقوف في وجه حملاتهم المغرضة ، واتهاماتهم الجزافية، فالشعب الموريتاني يدرك اليوم أكثر من اى وقت مضى براءته وشجاعته وصبره على الضيم وتضحيته من أجل هذا الوطن ، لم يعول يوما علي عدالتهم المجروحة ولا على تطبيقهم لمساطر القضاء المختطف من طرف عصابات لا تريد لهذا البلد ان ينعم بمقومات السكينة و الاستقرار ولا حتى على احترامهم لأنفسهم .فكل ذلك امر مستحيل ويبقي السؤال المطروح بإلحاح عن الحلقة المفقودة ضمن الأسباب المباشرة في كسر الحصار واستعادة الرمز لحريته وأعتقد جازما أن الأيام القادمة ستكون حبلى بتغييرات جذرية على الساحة السياسية، فالنظام أمام خيارين اثنين فقط كلاهما انتحار ، خيار مواصلة الهروب إلى الأمام وحث الخطى نحو مصير محتوم ، سيفضي لا محالة الى طوفان كان منتظرا، كفيل بطي صفحته إلى الأبد او الرجوع إلى رشده و احترام أسس العدالة والديموقراطية، حينها يكون القائد الرمز لهم بالمرصاد في اول جولة انتخابات نزيهة وشفافة .. امران احلاهما مر!.
إلى لقاء آخر إن شاء الله