بنشاب : لا يتقن نظام ولد الشيخ الغزواني فعل شيء، كما يجيد تلطيخ تاريخ المناضلين الزائفين و صقل ماس المناضلين الحقيقيين..
جسد اليافع الهائم كنغمة بين سماعتي هاتفه الذكي، التيجاني وان أسطورة انزو السومرية، دون أن يخطط أو حتى يدرك ذلك، حيث اعتصر _ذات مساء مرح في أحد ملاعب الحياة _صفحات قاموسه الفقير للمفردات، فارتجل شطر جملة، اختصر فيه حقيقة المعاناة التي يعيش شعبه في ظل حكم رئيس وقف على بعد أمتار منه، فصدح على طول أحباله الصوتية وأسمعه صدى عمل نظامه طيلة الثلاث سنوات، إذ لا يوجد منجز جديد على نفس بساط الأرض الذي يقفان عليه، ما يعني أن المرحلة صفرية، فأطلق صافرات الأصفار مدوية في حشد كبير من المواطنين هتفوا بالمطالبة بخفض الأسعار و تحسين الظروف المعيشية البائسة، بسبب صفرية الانجاز و خمول الخدمة العمومية التي تشهدها المرحلة.
وبدل أن يمتص النظام غضب الشارع، بخفض جناح التعاطي مع الشعب، و إشهار أذن الإنصات لمطالبه المشروعة، صرخ حاجب النار في أذن حداد الأصفاد: "أقبل و رهطك، و استووا على عروش سلطكم المطلقة التي مُنحْتم، وجهزوا قواكم الأمنية، و أطلقوا رياحكم الشيطانية، فالتجاني وان (آنزو) امتلك مفاتيح الشجاعة وحلق بها بعيدا و نعتبره خاض في عرض الرئيس وحياته الشخصية! لأنه وصف إنجازات نظامه بالصفرية!
اقبضوا على التجاني وان المحلق بجناحي براءته، واضطراباته النفسية العويصة، و قصوا ريشه بالتنكيل و الترهيب..
انزلوا رعبكم ليخيم على ملامحه المبتهجة كخيوط عنكبوتية سوداء ..
دعوا فُتَّاك مجنديكم يهزوا كيانه بخوف هجومهم..
هيجوا زوابع حكمكم ليلقوا بقوامه الرشيق في أتعس زنزاناتكم..
شدوا أقواس سهامكم المسمومة، أطلقوا ضباب التضليل أمامكم حتى تغرسوا أظافر انتقامكم و بطشكم في قلب "آنزوا" ..
لتحولوا حق التعبير في ظل هذا الحكم إلى أسطورة تحكى و لا ترى، يحترق من يتسلق جدران حصنها بقاذفات التنكيل المصوبة على ظهور الشعب الراكع في قبو الخنوع و الخضوع..
و كلما نتفوا شيبة تمرد من مقدمة سواد الكبت، ظهرت مكانها عشر أمثالها، و في الختام نتقدم بالتهنئة الخالصة لكل أساطير التعبير الذين سقطوا في الأسر الجائر، و التضامن و التعاطف مع الأشوس الغيهب: التيجاني وان فسفر التاريخ قد ألغى شفرته السرية أمام وجهه الأسمر الصبوح، وفي كل صولة للجبن، يوجد نصر مبين لمغوار، دك حصون التضليل برعود الحقيقة الكاسرة.
إعادة نشر