كتبت الماجدة عزيزة البرناوي و حين تغافل الجميع عن قيمة الرجال و ه يبتهم و مواقفهم الحازمة في اتخاذ القرارات المناسبة لبناء البلدان و الرفع من مستوى التقدم الذي تشهده بلدانهم و استمراره....
.كانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعج خلال العشرية بأحلام كثيرة بالتطور، والتنمية، مطالب بالجسور و أخرى بالقطارات بين المدن ومطالب بتشييد القرى السياحية و حزمة مطالب أصبحت اليوم ترفية وثانوية في ظل بحثنا عن قطرة ماء و ابتهالاتنا لانقضاء يوم دون انقطاعات كهربائية و تباشرنا بالعودة إلى منازلنا دون التعرض للطعن أو الاغتصاب.. لقد تقوضت أسقف أحلامنا و أصبح توفر ضروريات الحياة أقصى مطالبنا و صار توفيرها لمدة ساعات من النهار إنجازات يسجد للرئيس و للنظام سجود الشكر عليها.. صفعات الخيبة وإنجازات الدخان..!
كانت المعارضة تنتقد الطرق التي تنفذ بها المشاريع، تبحث مطولا وتنجم كثيرا عن ثغرات في كل صفقة وكل مشروع، ويحتج نوابها على تأخر اكتمال مشروع لمدة شهر أو أسابيع.
كانت الأخطاء التعبيرية و النحوية في خطابات الرئيس السابق فرصة ينقضون بها على النظام والرئيس: " المعاردة" و"الأيامات" "القرود" كانت العبارات مختلة لغويا لكن الأفعال والمواقف كانت شامخة و دامغة و قوية ومجسدة، لكن ذلك لم يشفع لولد عبد العزيز عند معارضته فقضيتها كانت شخصية و لم تكن ليشكل الوطن أحد دوافعها، فراغ الجيوب هو المحرك الأساسي لكل تلك الحملات الاعلامية المغرضة التي شهدتها العشرية.
لكن ولد عبد العزيز كان واثقا من نهجه ورؤيته ولم يسمح للضجيج وصخب النفعيين بثنيه عن تنفيذه لمخططاته و برامجه التنموية والاصلاحية، كانت إساءاتهم إليه و إلى أفراد عائلته الوقود السري لمحركات العطاء لدى رجل " الكاريزما" و قائد معركة الإصلاح و ربان سفينة التنمية.
وعلى غفلة من الزمن انقلبت الموازين غابت الأفعال والانجازات وحضرت الفصاحة و الخطابة فأصبحت الإنجاز الوحيد لنظام التدوير: تدوير المفسدين/تدوير الانجازات، وحتى إنجاز الخطابات الجميلة والخرجات الاعلامية الناجحة أجهضته تدوينات تويتر المقتضبة في المناسبات الوطنية.
وسكتت أصوات المدافعين عن الشعب في ظل توقف المشاريع وتدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين:المرض والحظر و ارتفاع الاسعار وندرة الكهرباء وتزامن موجات الحر و العطش، وتكميم المخالفين والمنتقدين!! ثم خرق القوانين وسجن رئيس سابق بتهم تمنع هيئة الدفاع عنه من الحصول على ملف موكلهم.
وأثناء ذلك ينشد المنافقون "بيتْ حَرْبْ" لنظام الانفتاح السياسي و المسحة الأخلاقية، وتزغرد غواني الحرباوات في البيانات والمبادرات ويستمر قرع طبول الفشل والرقص على أنات الشعب.
وفي انتظار أن يسمحوا للرئيس بإلقاء كلمة _كما صرح فخامته في زيارة روصو الماضية_ نواصل البحلقة في المصابيح لعل برق الحظ يضرب حينا فنحظى بساعات من الكهرباء التي ندفع فواتيرها من دم قلوبنا، ونترك الحنفيات مفتوحة ننتظر بصبر أيوب أن تصدق نبوءة المثل(گَطْرَ گَطْرَ إسِيلْ الوَادْ) و تمتلئ الأواني من تلك القطرات المتثاقلة.
وتمر الساعات والثواني ثقيلة بحيث لا تكفي مرتباتنا الشهرية لتغطية نفقاتنا لأكثر من أسبوع وبالكاد عشرة أيام بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية، ثم نمضي بقية الشهر نقتات على الديون كلنا وحظه وما قسم الله له من المعارف و العلاقات.. تلك حقيقة الظروف المعيشية لأغلبية المواطنين الذين انتخبوك يا فخامة الرئيس الخلوق المفوه المحترم محمد ولد الغزواني.