يواصل نظام الزلات السياسية، و الفضائح التسييرية، و الإنجازات الصفرية، اعتماد سياسة سكب التعازي اللزجة في أطباق الضحايا، وإبلاغ الناجين من كل كارثة طبيعية كانت أو أمنية أو اقتصادية تحية فخامة الرئيس، و التقاط صور في مسرح البؤس إلى جانب المتضررين، ثم تعود الوفود إلى مكاتبها ويجلس النظام مكبل الإرادة حتى كارثة أخرى، وهكذا مرت سنوات القحط على الشعب المكلوم!!
سيظل نظام: التهدئة السياسية.. الانفتاح .. الأخلاق أو النوم العميق هو جائحة سياسية حلت ببلدكم، فمهما سميتموه من أسماء، ومهما عزفتم له على أوتار الخواء، من شعارات رنانة و إعادة صياغة عناوين مجمل الحملات الانتخابية، فلن يغير ذلك من بلاقع التعهدات الصلعاء، كما لن يثمر غير حنظل الحنق، الذي ستحصدونه غضبا جماهيريًا، يعتقه الشعب منذ ثلاثٍ عجاف في كؤوس اليأس التي توشك عجلة الزمن على كسرها في نحور الطغاة و المستبدين…
وتستمر دورة فشل يرقانات التعهدات في تقديم العزاء للشعب، و التوجه إليه بطلبات الصبر و رص الصفوف لاستقبال ضربات الجوع وطعنات الفساد، و في الأخير تقبلوا عزاء نظامكم في:
قتل الجيوش الأجنبية لأبنائكم و عدم أخذ دولتكم للثأر من عدوكم..
في نفوق حيواناتكم و عجز دولتكم عن التدخل لخفض أسعار العلف وتوفير آبار للشرب..
في غرق خيرة شبابكم في زوارق الموت بحثا عن وظيفة..
بكل اختصار تقبلوا العزاء في ثروات بلدكم التي يتقاسمها رجال قليلون ما صدقوا الشعب ما وعدوه…
لكل محروم منكم بطاقة عزاء برصيد سخي من تحيات فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني!
عزاء ..عزاء.. فقط عزاء.. !