بنشاب : لم يكتب الله لهذا النظام سوى الانحدار إلى قاع التدني و الانحصار في بؤبؤ الفشل و التمركز في قلب التيه.
فرغم التحرك الدائم في وحل التدليس و التضليل، غاص قاربه المتقعر إلى أعماق الجمود و الشلل، فامتلأت رئة الآمال بظلام اليأس و الضياع.
أوبئة و فيضانات و حرائق تواكبها خطط نهب و فساد إداري وتبذير موارد وتضييع ثروات، و فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني يوسع مظلة الحماية والرعاية لكل ذلك، دون عقاب و دون محاربة وحتى دون شجب فعلي على أرض الواقع، وفي مرآة مزدوجة يتفرج الشعب على الظلال و الأقنعة: فمن جهة يرى بوضوح ما تجنيه يد النظام من بطش بمقدراته بينما يطل عليه صاحب الفخامة من حين لآخر ليؤكد له تلك الحقيقة باعترافاته بالفشل الذريع في كل مرة يخطب فيها عبر شاشة افتراضية من إحدى غرف قصره العائم على وجه سراب التيه!!
موسم الغرابة المثمر ذلك يتمدد في مادة الزمن ويجتث جذور المكتسبات من أعماق البلد، كثقب أسود يسحب النور من أطراف الواقع، ويخيم صمت ثقيل على آلة الانجاز، تتخلله قهقهات باكية مصدرها دعابات التهريج التي ينتجها عناق اللاشيء بشعارات التسويق الفاشل!!
ماذا سننتقد في ظل كل هذا الفساد بكمه اللامتناهي، في حين يطل علينا الرئيس بتشكيل لجان للتحسيس حول الحد من غلاء المهور و البذخ في الأعراس !
فخامة الرئيس إن الفتات الذي شكلتم لجنة لمحاربة تبذيره، كان سيذهب إلى جيب فنان فقير يعيل عدة أسر بعرق جسمه المنهك و جهده الشخصي، دون أن يحمل طبق تسول بين الناس يسألهم وجبة لأطفاله!
فلماذا تخافون من مواجهة ومعاقبة أشخاص نهبوا ميزانيات المرضى والجوعى من شعبكم، وتحرصون على ترقيتهم إلى أعلى الرتب، بينما تعتريكم الجرأة على قطع أرزاق مساكين يجنون قوتهم مقابل إنعاش حفلات الأغنياء الذين من ضمنهم من استحقوا المحاسبة على سرقاتهم و تهربهم الضريبي و تحايلهم و تزويرهم و فضلتم تجاهل جرائمهم مقابل التملق لكم و تلميع فشل نظامكم؟!!