فى العام 2009 كانت خلايا تنظيم القاعدة تنشط داخل الأراضى الموريتانية بشكل مكثف مستغلة هشاشتها الأمنية الموروثة من عقود من الاهمال، و لكن كان هناك ضوء فى نهاية النفق بعد استلام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز للحكم ، و تصميمه على مواجهة الإرهاب و اجتثاثه من الاراضى الموريتانية ، و كان خيار المواجهة هو الخير الوحيد المطروح على الطاولة رغم ضعف الإمكانيات و إعتراض زعامات المعارضة و تشكيكها فى هذا الخيار من خلال اتهام الجيش الموريتانى بخوض حرب بالوكالة .
فى نفس العام خطط الارهابى المختار بلمختار الملقب ب بلعور لسلسلة من الهجمات داخل الأراضى لموريتانى بعد أن رصدت عناصر موريتانية جندها أهداف داخل الأراضى الموريتانية .
لكن للوصول للاراضى الموريتانى و تنفيذ عملية اختطاف رهائن معقدة و العودة بهم لقواعد التنظيم داخل الأراضى الموريتانية كان التنظيم يحتاج لشخص يعرف مسالك و دروب الصحراء و أعتاد قطعها دون أن يلفت الإنتباه.
تم الاتفاق للقيام بهذه المهمة مع أحد أخطر المهربين فى المنطقة و هو عمر سيد احمد ولد حم الملقب بعمر الصحراوي و الذي فضل هذه المرة تهريب الرهائن على تهريب السجائر و المخدرات بسبب العائد الكبير لهذه العمليات و الناتج عن الفديات التى تدفعها الحكومات الغربية بسخاء .
انطلقت المجموعة بعد رصد الأهداف من الداخل الموريتانى دون أن تمر بالطرق الرسمية او التجمعات الحضرية حتى لا تلفت الانتباه .
وصلت المجموعة للطريق الرابط بين انواكشوط و انواذيبو و نصبت كمين لمجموعة من عمال الاغاثة الاسبان لتحتطفهم و تنطلق بهم فى داخل الصحاري الشاسعة دون أن يحدد مكانهم .
نجح عمر الصحراوي فى المهمة و اوصل الغنيمة لمعسكرات القاعدة دون أن يعثر عليه الجيش و المصالح الأمنية الموريتانية.
كانت العملية ضربة معنوية قوية لجهود موريتانيا التى بدأت تأتى بنتائج طيبة فى مكافحة الإرهاب، و اعتبر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز العملية استهداف لكبرياء موريتانيا و جيشها و قرر الرد و بنفس الأسلوب.
فى تلك الفترة كان تطوير الاستخبارات الموريتانية و تحديث وسائلها يجرى بوتيرة أسرع، و كانت عناصر القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب تعود للوطن من دورات تدريب متقدم داخل الولايات المتحدة فى مكافحة الارهاب .
زرعت الاستخبارات الموريتانية عناصر من المخبرين داخل الأراضى التى تنشط فيها التنظيمات الإرهابية، و كانت المعلومات تصل مكتب الرئيس بوفرة، كان يتم رصد كل شيء المعسكرات هويات العناصر مصادر التموين و حتى المتعاونين مع تنظيم .
و ضمن هذا الزخم تم الحصول على هويات العناصر التى نفذت الهجوم على عمال الاغاثة بقيادة عمر الصحراوي الذى تم تحديد أماكن تواجده و إخضاعها للمراقبة الدائمة .
فى انواكشوط و داخل القصر الرئاسي اعط الرئيس محمد ولد عبد العزيز الأوامر بجلب "" الصيد "" فورا ، و تم التخطيط لعملية استخباراتية معقدة قد لا تسمع عنها فى المنطقة .
تسلل عناصر من القوات الخاصة التابعين لإدارة الاستخبارات إلى الارضى المالية و رابطت على بعد كيلومترات من الهدف مستخدمة وسائل التخفى حتى لا يتم رصدها من مخبرى التنظيم .
كان فريق المراقبة يرصد تحركات عمر الصحراوى و يرسل المعلومات لغرفة لعمليات بإنتظار لحظة الانقضاض على الهدف.
كان عمر لصحراوى يستعد لزفافه و يشعر بأعلى درجات الأمان ، و حانت اللحظة تقدمت عناصر القوات الخاصة بدون ضجيج لتدخل على عمر لصحراوى فى المكان الذي يقيم فيه و تقوم بتقيده و عصب عينيه و الانطلاق به بسرعة إلى لاراضى الموريتانية .
انسحب فريق المراقبة أيضا و تم نقل عمر الصحراوى بواسطة طائرة عسكرية إلى العاصمة انواكشوط لتحقيق معه .
فى الصباح علمت عناصر القاعدة بإختطاف عمر الصحراوى محاولين تقفى اثره لعلهم يجدوه لكنه كان يسرد ما لديه من معلومات للمحققين الموريتانيين الغير مستعجلين فى إتمام المهمة .
اعطت تلك العملية رسالة للجميع أن العهد الذي تتلقى فيه موريتانيا الهجمات الإرهابية داخل أراضيها و تكتفى بالادانة و تشيع الضحايا و الحداد انتهى ، و أن موريتانيا مصممة على حماية أراضيها و مواطنيها حتى و لو تطلب الأمر عبور جيشها لمئات الكيلومترات داخل الجارة مالى العاجزة عن مواجهة التنظيم.
وتتوالى العمليات بعد ذالك حتى تم بسط الأمن على كامل التراب الوطنى و الذي ننعم اليوم به و نسأل الله أن يديم نعمه علينا .
كلما تذكرت تلك لعمليات تذكرت صراخ زعماء المعارضة فى تلك الفترة و اتهامهم الرئيس السابق بأنه يخوض حرب الوكالة
أطرح السؤال التالى: ماذا لو استجاب الرجل لتلك الدعوات الانهزامية ، و كيف سيكون مصير البلد ؟
#شكرا_عزيز