في الذكرى الثالثة لنظامنا، ماذا تحقق من الأهداف والتعهدات والأولويات؟
لا رهان ولا مزايدة، فمقياس المحقق أكثر دقة من التحليل والعليل، فالمحقق يشاهد ويلمس، كالظاهرة الطبيعية، مقياس يتأثر بهموم المواطن وانشغالاته: النقل، المعاش، الحرية، الصحة، التعليم، الأمن، العدالة الاجتماعية ...
فهل تحقق شيئ من ذلك؟.... أترك لكم فرصة الإجابة غير مكرهين ولا معذبين...
تلك هي معركة والتحدي في بعض أبعادها ...
نتجاوز ذلك مرغمين، ونتلمس أحسن المخارج لقيادتنا، معللين ذلك، بانهماك شبه تام في معالجة أزمات أخرى - طبيعية واصناعية - كتب لها أن تكون فكانت!...
قد نضحي بالمواطن من أجل الوطن، وهذا يحدث وقت الضرورة، فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح ... ولكن لن نتستر ونختبئ وراء كلمة حق أريد بها باطل!...
في النهضة التنموية عموما، كانت قيادتنا موغلة في مسح الآثار واللمسات التحسينية في المظاهر التنموية، فلا نكاد نرى ما يحسن عليه السكوت على الأقل:
ركود وعجز ، وتراجع وفشل، حتى غدت ملامح البؤس تلوح في كل أرجاء وطننا الغالي.
في مجال الحريات السياسية، يتنامى الظلم ويغيب العدل، وتشيد السجون، حتى صار وزير العدل، وزيرا للسجون، يفاخر بعددها وعتادها، وحضورها في المشهد السياسي، ممايزا بين مناطق الوطن، كعطف وتذييل على تعزية سبق له القيام بها، لا ندري: أ كانت باسم الدولة، أم باسم الوسط الاجتماعي، وإن كان هما معا، فقد لا يرحمها التاريخ، فقط، نعلم أنه - وللسياسة أطوار وأجناس -من محتد طيب، كأن الشاعر أومأ إليه بقوله:
ومحتدٌ أعراقه كرام @ من قبل أن تلزمه الأحكام
وفي وزارته ومن مكتبه، يمارس ما طاب له من الاعتداء على المواطنين حسب المزاج والهوى: إصدار الأحكام قبل القضاء، والأوامر بسجن البرآء، في ثورة جديدة من قمع الحريات وتكميم الأفواه ...
وزير العدل الذي كان دون المتوقع والمظنون للأسف الشديد، سواء في مستواه الثقافي الأكاديمي، أوفي وعيه كشخص صاغته التجارب والممارسات، أو كسليل أسرة علم وصلاح وورع ...
في الموقع الجيوسياسي، ظل بلدنا يترنح على هامش الحياة، سواء في الصراع الدولي، أو الإقليمي، فضلا عن غيابه التام، في الدوائر الثلاث المعهودة له: القومية والإفريقية والإسلامية: فلا نرى غير كسل وهوان، وضعف وخذلان ...
صحيح، أن الانجاز الذي نتيه به ونفخر في ثلاث عجاف، هو تدوير نخب الفساد، واسترضاء الحركات الأكثر تطرفا: الاخوان، أفلام، إيرا، واليسار الشيوعي، وشراء ذمم المدونين المحبطين، ولعل ذلك كان كافيا لانجاز كل المشاريع الهادفة لبناء الوطن وكسب ثقة المواطن ...
إنا لنرفع حالنا للرئيس #غزواني، ونردد مع الشاعر لوعته:
نزورك - سيدي - في كل عام & إذا مر عام جاء عام
أو لعل الآخر أكثر تعبيرا:
يمر عام ويكرّ عام & بها إلى أن تنفذ الأعوام
ألف عام كلما أدْ & بر عام، كرّ عام
تسير في القصد ولا زمام & يلزمك القصد ولا خطام