بنشاب : حين كانت المعارضة تخرج صباحا ومساء ً في المسيرات الحاشدة و كانت المنابر مشرعة أمام الناقدين للنظام والمسيئين للرئيس ولعائلته و لكل العاملين معه، كانت الحكومة تعمل كالنحلة لتُنجز والرئيس يدشن المشاريع و القطاعات المستحدثة و ينظم المؤتمرات الصحفية المباشرة، ليحدث الشعب عن حصيلة عمله لا لينظر لهم عن مسلمات التاريخ و أهوال الآخرة ويبث في شعبه اليأس و يغتال فيه الأمل..
كان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يستقبل كل عبارات النقد والإساءة من قبة البرلمان إلى أثير الفضائيات، دون أن يُصادر رأي أو يُسجن مسيء ولا معارض، وفي ذلك الجو الديموقراطي، شيدت المستشفيات و الجامعات و مشاريع الري و المدارس و المعاهد و الطرق المعبدة و دكاكين أمل و تم تخطيط العشوائيات و نظمت القمم والمؤتمرات الدولية وترأست موريتانيا الاتحاد الافريقي و تدخلت لفض النزاعات الاقليمية و اتخذت المواقف الجريئة بقطع العلاقات مع أقوى الكيانات الجائرة.. وغير ذلك كثير مما تعرفون جميعا وتنكرون..
أما في عهد الإجماع السياسي و المعارضة الوديعة و الرأي المشنوق و القناعات مدفوعة الثمن، عهد المليون موالي و الألف مدون و المائة معتدل و متأمل و متعقل..فالنتيجة كانت صفرية لا تتجاوز الشعارات و المشاريع الوهمية و المصالح المتعطلة و تضييع المكتسبات الوطنية على شتى الأصعدة و في مختلف المجالات..
وبين العهدين يتجسد المثل الحساني القائل:
(رَاجَلْ يَبْنِي حَلَّه يغَيْرْ حَلَّه مَاتَبْنِ رَاجَلْ )