لا شلت يمينك.... و لا فض فوك .... و لله درك ....

خميس, 12/05/2022 - 13:53

بنشاب: تحترق الكواكب القادمة من رحم الكون العظيم بعد صراع طويل مع كينونتها على بعد مليارات السنوات الضوئية في جوف الوجود العملاق، فيراها أقزام الأرض نقاط ضوء تتراشق بها أطراف المجهول في عباءة الظلام، قد يعتبرها بعض سكان نواكشوط ظاهرة طبيعية تستدعي استعراض معلوماتهم التخمينية حول تشكل الخلق البلوري، ساعات خلو الكون من ثاني اوكسيد وجودهم، بينما يراها البعض الآخر آيات نبوءاتهم التي قد تتطلب افتتاحهم محلات  للرقية و التنجيم و بيع انبعاثات زرقة السماء وغزل أساور الاستعباد من نحاسية  أشعة شمس الأفول و دنو قرص النهاية من شاطئ السقوط الأبدي… 

وحين يتصادف أحد ضحايا سوء عدالة التخطيط العمراني مع دمعة الأفق تلك لابد أن يعتبرها حمية إلهية له من جاره الذي ينازعه على شبر من قطعته الأرضية، فحتما سيروي كراماته لأبنائه وجيرانه و يحدث بما من الله به عليه من إشارات سماوية و فتوحات روحانية… 

على تلك الأنماط قيسوا تفاعل بعضهم مع اختراق رصاصة المحتل الغادر لجمجمة مهرة عربية أصيلة ظلت لعقود من الزمن تحمحم  في ميادين الحرب، ترفع خصلات شعرها الأشقر مرفرفة كرايات استفزاز  _لرصاص الغدر_  على سارية ساق عنقها  الطويلة البيضاء، يجوب رأسها سوح المعارك: مئذنة جسارة ذهبية كأنها قبة المسجد الأقصى أو أحد  أجراس كنيسة المهد…

تصوروا أحد الآكلين على موائد الاحتفال باليوم العالمي للحمير وهو يفرك رأسه لتتطاير قراطيس بيضاء _بها صفرة _ من قديد جلده الميت الممزوج بالقشرة الفطرية و يمسك تلابيب بنطاله المجعد ويقفز به قصد رفعه لحدود خصره ثم يقول كانت زميلتي الراحلة رغم بعض المآخذ على مسارها المتواضع تكاد ترقى لما قدمه شخصي الكريم  رفقة الزملاء في بعض الحملات الانتخابية لحزب الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد. 

ثم يقاطعه مناضل سابق ساعدته هندسة تضخم أشرعة آذانه على التجديف بسهولة نحو منصبه الرسمي ويقول: لو كانت شهيدة لما سالت دماؤها و لما جثت على ركبتيها أمام الكامرات، ثم يسود الصمت قليلا  ليتذكر الحضور مشاهد من المتكلم وهو يحلق برباعية ساقيه وجناحيه هربا من مسيلات الدموع في ساحة مسجد ابن عباس! 

ثم السلام لروح الجميلة الشجاعة الصادقة الوفية للقضية..  شهيدة الحقيقة و السلام شيرين أبو عاقلة، ولكل أحرار العالم تحية تبجيل و تقدير...