بنشاب: لماذا الهجوم على الوزير الأول السابق المهندس يحيى ولد حد-أمين ؟
إن الذين يتغافلون أو يتغابون عن واقع سطحية و سهولة وتمييع التعامل السياسي مع هذا النظام إنما يضعون أصابعهم في آذانهم حذر بعث ضمائرهم النخرة.
ففخامة الرئيس محمد ولد الغزواني إنما انتخب لتحيين قيم المحاباة و المجاملة و مصادرة الآراء و تكميم الأفواه و تكريس قيم الغبن الاجتماعي في مشروعه الانتخابي الرسمي المسمى بوهم: الاجماع الوطني ذلك المشروع الذي سوقه صاحب الفخامة في قالب التعهدات متوقفة النمو، و شعارات الاصلاح المصابة بالكساح و شلل الإرادة و الوسائل و الأطراف…
فكما كان الإجماع و التوافق السياسي هو الجزرة فقد مثل ملف التحقيق في العشرية العصا، فمن لم تجلبه ثناياه العريضة و أشرعة آذانه المرفرفة إلى الجزرة ساقته عصا الاستسلام و الذعر و نعومة الأدمة إلى مدارك النظام و الدعم و الإشادة.
فكل من بايعوا النظام و أعلنوا له الولاء تم الشطب على أسمائهم من ملف التحقيق حتى لم يتبق غير شخص فخامة الرئيس السابق من مجموع مئات المشمولين، يقبع في سجنه الجائر في ظروف صحية سيئة ممنوعا من ملفه الصحي و من محاكمة عادلة و من رواتب تقاعده كضابط سامٍ في الجيش الوطني وكرئيس سابق للجمهورية، كل ذلك على يد الرجل الذي رسم له ابتسامته الناعمة على وجهه طيلة عقود أربع من الزمن و هو يحمل صفة أقرب الأصدقاء و ثاني رجل في حكمه طوال العشرية و المصطفى الذي أختاره لتسليمه كرسي الحكم من بعده.
فلا تهاجموا ولد حد أمين بسبب إجباره على دفع تصريح سياسي لخزينة النظام اشترى به حريته و سلامة ماله و راحة باله، كغيره من المشمولين ظلما و استهدافا في ملف تلفيقي كيدي لم تعد حقيقته مستترة عن الذئب القاطن شمال غرب ولاته.