بنشاب : في الوقت الذي تستنزف فيه أموال الشعب وخيراته، وتهرب بحماية المتنفذين في الدولة، في عملية اغتيال رهيبة لاقتصادنا، سواء فيه المعادن من حديد وذهب، أوالسمك بكل أنواعه، يقبع الأوفياء للوطن في سجون هؤلاء المتنفذين، ليخلو لهم الجو، ويحلو لهم الفعل كيفما أرادوه ...
بالأمس، خرج المناضل أحمده ولد أعبيد الل، بعد فترة طويلة، قاسى فيها الأمرين، لا لشيء إلا أنه قال كلمة حق، وكما عبر هو نفسه: حاجة أهلنا فينا، لا تنسينا حاجة الوطن فينا!... وهي مناسبة أزف إليه فيها أحر التهاني والتقدير ...
وفي ذات الوقت، لا يزال الرئيس السابق في وطأة سجنه الذي تجاوز كل النظم القانونية والدستورية، ليدفع فاتورة وقوفه ضد المفسدين، الذين ترك لهم الحبل على الغارب، يعبثون في مقدرات هذا الشعب المغلوب على أمره بالفقر والمرض والجهل والمفسدين، فضلا عن العاجزين الذين لا حول لهم ولا قوة، مهما حسنت نواياهم ...
هذا التباين المخل في نخبتنا السياسية، أضحى معيقا ، لا لعامل التنمية فقط، بل للحفاظ على البلد من الانهيار والاندثار ..
قصة حمولة الذهب المحتجزة في مالي، والمحمية من متنفذين في الدولة سيعلن التاريخ أسماءهم ويفضح فعالهم، مجرد فاصلة صغيرة في نص كبير محمل بالخداع والدسائس، وعبق بالجريمة المقننة، في بيئة لا حياء فيها ولا وقار، لا شرف فيها ولا كرامة، لا عهد فيها ولا وفاء ..
نعم، يبدو أننا سنمر بفترة يهان فيها الأحرار الشرفاء، ويكرم فيها من لا يستحق ذلك ... وكما قال الشاعر عبد المنعم:
قالوا نرى نفراً عند الملوك سموا@وما لهم همة تسمو ولا وز
وأنت ذو همة في الفضل عالي@فلم ظمئت وهم في الجاه قد كرعو
فقلت باعوا نفوساً واشتروا ثمناً@وصنت نفسي فلم أخضع كما خضعوا
قد يكرم القرد إعجابا لخسته@ وقد يهان لفرط النخوة السبع
والبيت الأخير - لأميته - قد يورده بعضهم كما يلي:
قد يكرم القرد إجلالا لخسته @ وقد يهان لفرط النخوة الأسد